يشهد القطاع الطبي تطورات سريعة وغير مسبوقة. وتعرض شركة ألمانية جهازاً قد يوفر على المستشفيات في المستقبل إجراء عمليات سحب الدم لدى الأطفال حديثي الولادة عند تشخيص يرقان الخدج، ما يعني خفض مستوى العناء والألم لديهم.
يزن الأطفال الخدج ما بين 800 و1000 غرام فقط، عند ولادتهم. بعضهم صغير بحجم راحة يد الإنسان البالغ. ويعتبر الطفل المولود خديجاً إذا ولد قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل وبوزن يقل عن 2500 غرام.
• يرقان حديثي الولادة
وبشكل عام، فإن 60 في المائة من كل المولودين حديثاً قد يعانون من اليرقان (بوصفار)، الذي تسببه مادة البيليروبين في المرارة. وتنتشر هذه المادة في جسد الوليد بسبب تكوين الجسم لعدد كبير من كريات الدم الحمراء وهدم الكريات القديمة. وإذا زادت نسبة البيليروبين في الدم، فإن جلد الطفل يميل إلى الاصفرار، ويكون التشخيص عندها هو "يرقان حديثي الولادة".
اختبار وجود يرقان حديثي الولادة يتم عبر أخذ عينة دم من عقب قدم الوليد مباشرة بعد ولادته. وعادة ما يختفي اليرقان لدى الطفل السليم بعد عدة أيام، وذلك من خلال طرد البيليروبين الزائد من الجسم.
لكن احتمال إصابة الخدج باليرقان تصل إلى 80 في المائة، غير أن رد فعل الجسم عليه أقوى أيضاً، ولهذا يجب أن يتم العلاج بحذر أكبر.
وقد توصل علماء أمريكيون قاموا بإجراء فحوصات على أدمغة الأطفال الخدج إلى أن أية إصابة طفيفة في الجلد، حتى تلك الناجمة عن أخذ عينة دم، قد تؤدي إلى اضطراب في نمو النسيج الدماغي لدى هؤلاء الأطفال.
ويرجع ذلك إلى تخزين مادة البيليروبين في بعض المناطق بالدماغ، وفي أسوأ الأحوال قد تكون هناك تبعات طويلة الأمد، كما يقول أرون راماشاندران، الطبيب المتخصص في طب حديثي الولادة.
ويضيف راماشاندران: "من الممكن أن يتسبب ذلك في إعاقة للحركة أو اضطرابات في حاسة السمع أو النظر. وفي أسوأ الأحوال فقد يسبب ذلك ضرراً فادحاً في الجهاز العصبي المركزي، أو ما يعرف باليرقان النووي".
• تشخيص دون وخز:
أحد بدائل سحب عينة دم من الخدج دون إبرة هو التشخيص الجلدي. ومن خلال هذه الطريقة، يمكن فحص ما تحت الجلد دون وخزه أو إصابته. والجهاز الملائم لهذه الطريقة موجود منذ فترة طويلة في الأسواق. لكن في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الحالي، تم عرض نسخة أحدث من هذا الجهاز تحت اسم JM-105 مرخص له لفحص نسبة البيليروبين لدى الخدج.
من جانبها، تشرح إنكن شروتر، مديرة قسم المنتجات في شركة "دريغر" المصنعة لهذا الجهاز، مزاياه بالقول: "في العادة يجب سحب عينة دم (بالإبرة)، وهو ما يسبب آلاماً للطفل وعناءً للمستشفى. لكن من خلال الجهاز، يمكن قياس نسبة البيليروبين بسهولة وبسرعة فائقة. أخذ عينة الدم لن يكون ضرورياً إلا عندما تكون النسبة مرتفعة للغاية، وذلك لتحديد القيمة بالضبط، ما يقلل من أخذ عينات دم غير ضرورية".
ويشبه الجهاز الجديد ميزان حرارة رقمي أكبر من العادة. وتجرى عملية القياس عبر ضغط مجس القياس على جبين الطفل أو على عظم القص، لتظهر النتيجة بشكل فوري، الأمر الذي يوفر عملية انتظار النتائج المختبرية. وعبر وصلة خاصة، يمكن ربط الجهاز بالحاسوب وحفظ المعلومات مباشرة في الملف الخاص بالمريض، ما يوفر عملية نقل البيانات ونسبة الخطأ، وبالتالي ضرورة أخذ المزيد من عينات الدم.
ويقول راماشاندران "القياس الرقمي يقلل من مستوى التوتر لدى اللآباء والأطفال. كما إن ذلك يقلل من احتمال إصابة الطفل بأمراض معدية أخرى عندما يتم إرساله إلى المستشفى". وبهذا المشروع يدخل تشخيص اليرقان لدى حديثي الولادة العصر الرقمي أيضاً.
دويتشه فيلله
طباعة
ارسال