تمكن باحثون من جامعة "Lund" السويدية من التوصل لعلامة حيوية بالدم يمكن أن تشير للأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري (النوع الثاني) قبل أعوام من ظهور المرض.

وأوضح الباحثون من خلال هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يسجلون زيادة في بروتين "SFRP4" بالدم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري خلال خمس سنوات بمقدار خمس مرات أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون زيادة في هذا البروتين.

عندما يتم تشخيص الإصابة بمرض السكري (النوع الثاني) يكون المريض يعاني بالفعل عطباً بالأوعية الدموية والعينين ومناطق أخرى من الجسم لسنوات عدة، لهذا فإن التوصل لتحليل يمكن من خلاله التنبؤ بالأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري يمكن أن يساعد في تقديم علاج وقائي لإيقاف أو تحجيم أضرار المرض.
 
في هذه الدراسة، التي نشرت مؤخراً بجريدة Cell Metabolism، قام فريق البحث بمقارنة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين عند أشخاص يعانون السكري وأشخاص أصحاء، وقد وجد الباحثون أن الخلايا عند الأشخاص الذين يعانون السكري فيها مستوى عال من بروتين "SFRP4" الذي يلعب دوراً في حدوث التهابات الجسم.

وقد قام الباحثون بقياس مستوى بروتين "SFRP4" في الدم عند الأشخاص غير المرضى بالسكري كل ثلاثة أعوام، فوجدوا أن 37% ممن يعانون تركيزاً عالياً من هذا البروتين قد أصيبوا بالسكري أثناء فترة الدراسة مقارنة بـ9% فقط ممن سجلوا مستوى منخفضاً من هذا البروتين، ما يجعل هذا البروتين علامة خطورة قوية تظهر في دم الشخص قبل أعوام من تشخيص مرض السكري.

ويعتقد الباحثون أن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها العلماء لصلة بين هذا البروتين وبين مخاطر الإصابة بالسكري.

يقول كاتب الدراسة "لقد تمكنا من تحديد التقنية التي من خلالها يتسبب البروتين في منع إفراز الأنسولين، ما يعني أن هذه العلامة الحيوية تشير ليس فقط لزيادة مخاطر الإصابة بالمرض بل لمراحل تطوره".

ويشير إلى أن أهمية هذا الكشف تتمثل في إقناع الأشخاص المعرضين أو في طريقهم للإصابة بالسكري لتغيير نمط حياتهم كوسيلة لتقليل مخاطر الإصابة بالمرض.

ويضيف "كما يمكن لهذه الدراسة أن تصبح مقدمة للوصول لطرق جديدة لعلاج السكري وذلك بتطوير عقار يكبح بروتين SFRP4 في خلايا بيتا المنتجة للأنسولين".

طباعة ارسال