وفقاً للباحث العربي أمين الحبايبة، بات الآن من الجائز القول إنه يمكن إجراء الجراحة بشكل أوتوماتيكي كامل دون تدخل بشري، الأمر الذي يقلل من الأخطاء البشرية التي قد يكون لمهارة الطبيب ومدى تركيزه دور فيها.
فأحد الأخطاء التي قد تحدث أثناء العمليات الجراحية اختراق المنظار التجويف البطني، مما قد يقود إلى مضاعفات قد تكون قاتلة، ولكن الحبايبة طور إبرة جراحية جديدة تتراجع بشكل أوتوماتيكي إذا ما حصل اختراق للبطن، مما يؤدي لتجنب إصابات قد تكون مميتة أثناء بداية العمليات بالمنظار.
وطور الاختراع أستاذ الأنظمة الهندسية الذكية في جامعة "نوتنغهام ترنت" البريطانية البروفيسور العربي الأصل الدكتور أمين الحبايبة، وبمشاركة فريقه العلمي وبمساهمة شركة "ألبرون" الطبية، كما ضم فريق البروفيسور أيضا الباحث المساعد جواكيم جوستينو نيتو، وهو طالب من البرازيل.
وقال الحبايبة إن هذا الاختراع البسيط يمكن أن يكون أداة مهمة لمنع وقوع الحوادث، وتمكين الجراحين من تنفيذ الجراحة بالمنظار بشكل روتيني مع زيادة الثقة في انخفاض خطر إصابة المريض بأي خطأ جراحي.
• الانسحاب الذاتي:
وأضاف الحبايبة أن مبدأ عمل الأداة الجديدة يقوم على ضغط الهواء الموضوع من قبل الجراح بين الجلد والعضلات من ناحية والأمعاء من ناحية أخرى، وهذا الضغط يجعل الغشاء داخل الجهاز يتحرك، مما يؤدي إلى سحب الإبرة الحادة عن طريق نابض زنبركي إذا دخلت الأداة في التجويف البطني.
وبشأن المخاطر التي يساعد هذا الجهاز على تجنبها أوضح الحبايبة أنه على الرغم من أن المضاعفات نادرة في الجراحة -كجروح الأمعاء أو إصابات القناة الصفراوية عن طريق الخطأ التي تظل دون تشخيص حتى بعد العملية- فإنها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة مثل انهيار ضغط الدورة الدموية أو الالتهابات المضاعفة، لذا فهذا الجهاز يحتوي على إبرة جديدة تستخدم لاختراق عضلات البطن والجلد، وتعمل على الانسحاب الذاتي لحظة دخولها تجويف البطن على أساس التغيرات في الضغط.
وبشأن هذا الجهاز وفرص إسهامه العلمي في تجهيز الجراحين بأجهزة أكثر أمناً، قال البروفيسور الجراح ندي حكيم وأحد المختصين بزراعة الأعضاء إن أي تطوير في أجهزة الجراحة بالمنظار هو أمر مرحب به.
وبيّن البروفيسور حكيم أن أحد الأخطاء الكبيرة في الجراحة يتعلق بكيفية إدخال جهاز الجراحة للبطن في عمليات تنظيره، معبرا عن اعتقاده أن هذا التصميم الجديد يجعل جهاز الجراحة ينسحب تلقائيا بمجرد دخوله تجويف البطن، لذا فمن الأكيد أنه سيقلل من حدوث الإصابات في الأعضاء الحيوية كالأمعاء وغيرها.
• شراكة:
وتقوم جامعة "توتنغهام ترنت" بتطوير هذه الأجهزة بالشراكة مع شركات طبية محلية. وقال الدكتور أراش باختياري -مدير شركة الابتكارات الطبية "ألبرون" الشريك الصناعي مع جامعة "نوتنغهام ترنت"- إن هذا جهاز متقدم ويعكس تطوار كبيرا على المنتجات الحالية ويسلط الضوء على أهمية الصناعة والعمل مع المؤسسات الأكاديمية.
وأشاد باختياري بالتعاون بين شركته والجامعة، مبيناً أنهم طوروا معاً اختراعات عدة لأجهزة طبية لديها القدرة على مساعدة الأطباء والمرضى حول العالم.
الجزيرة نت
طباعة
ارسال