• حكاية مرضى السكري مع السكريات:
كثيراً ما يسال مرضى السكري إذا كان مسموحاً لهم تناول الحلويات وخاصة عندما يكونوا مدعوين لوجبة طعام أو إلى حفل ما، فهم قد سمعوا من أطبائهم أنه لابد للسيطرة على مستوى السكر في دمهم من الاستغناء عن السكر، وعدم الاقتراب من كل الأطعمة التي تحتويه، كما أنه لابد من التوقف عن شراء الخبز العادي والأمر ينطبق على الأرز وكثير من الأطعمة اللذيذة التي يجدون صعوبة في التخلي عنها.
كثير من الأسئلة يطرحها مريض السكري وذووه وكثير من الإجابات يتلقاها هنا وهناك، ويُقدَّم له كثير من النصائح، وتُروَّج له كثير من الخلطات والأعشاب، وهو أمام هذا الكم الكبير من الأسئلة والمقترحات ومستوى السكر في دمه صاعد هابط، لم يعرف الاستقرار والثبات، حيران مضطرباً، يبحث عن الجواب الشافي، يدعو الإله أن يلهمه الإرادة القوية في الامتناع عن تناول ما لذَّ وطاب.
وبما أن مرض السكري ليس كالتهاب الحنجرة يمكن الشفاء منه بتناول بضع حبات من المضاد الحيوي والمسكنات، فمن المهم جداً أن يجري تثقيف مريض السكري وتزويده بالمعلومات الأساسية عن مرضه، ومساعدته في تغيير عاداته السيئة ليحل محلها أسلوب حياة جديد وصحي.
• مريض السكري والحمية:
فيما يتعلق بمريض السكري البدين: هدف الحمية هو إرجاع الوزن إلى الحدود الطبيعية ومعالجة السكري بآن واحد.
فخفض الوزن بحد ذاته علاج لمرضى السكري وخاصة غير المعتمد على الأنسولين (النوع الثاني)، لأنه يزيد من حساسية أعضاء الجسم للأنسولين ويخفض مقاومتها لعمله، لأن زيادة مقاومة أعضاء الجسم للأنسولين تعد العامل الرئيسي في إنهاك غدة البنكرياس عند هؤلاء المرضى.
أما فيما يتعلق بمريض السكري المعتمد على الأنسولين (النوع الأول)، فهدف النظام الغذائي الرئيسي هو محاولة إلغاء التبدلات الكبيرة والسريعة في مستوى سكر الدم قدر المستطاع لتجاوز العجز الوظيفي الذي أصاب غدة البنكرياس.
فالنقطة الرئيسية هي أن يكون الغذاء منظماً وموزعاً على طول النهار، وفيما عدا ذلك يجب أن يكون متوازناً وصحياً.
تُقسم الحريرات المسموح بها لمريض السكري (وتحدد كميتها يومياً لكل مريض بحسب وزنه وجنسه وطبيعة عمله) من حيث مصدرها إلى:
50-55% سكريات.
15% بروتينات.
30-35% دسم.
• مريض السكري والسكريات:
وأثناء الحديث عن السكريات والنشويات وما يسمح لمريض السكري أن يتناول منها نذكر أن النشويات تشكل الحصة الكبرى من السكريات في غذاء مريض السكري، ولا مانع من تناول كميات محدوة من السكريات الأحادية والثنائية سريعة الامتصاص في نفس الوجبة.
فالسكريات المعقدة امتصاصها بطيء، ولأنها تحتاج إلى وقت لهضمها وعبورها من الأمعاء إلى الدم، فهي لا ترفع سكر الدم على نحو سريع.
ولا يضر تناول 25-30% من حصة السكريات في الوجبة على شكل سكريات سريعة الامتصاص حيث أن اختلاطها بالمكونات الأخرى للوجبة يقلل من سرعة امتصاصها (عسل، مربى الفواكه، قطعة حلوى صغيرة).
إن وجود الألياف مع السكريات في نفس الوجبة مفيد جداً، لأنها تجعل امتصاص السكريات بطيئاً. هذا بالإضافة لفوائدها الأخرى في الوقاية من الإمساك وسرطانات القولون وفي تخفيض الشحوم الدم الثلاثية التي تكون مرافقة عادة لمرض السكري.
فالخبز المحضر من القمح الكامل أو الشعير هو ما ينصح به مريض السكري بالإضافة إلى الألياف الموجودة في البقول: فول وعدس وحمص، والخضار والفاكهة.
إن صحة وسلامة مرضى السكري على المدى البعيد لها علاقة وثيقة بطريقتهم في تنظيم وتحضير غذائهم. ومن المهم جداً أن يساعد الفريق الطبي مريض السكري في تحديد أهداف واقعية تناسب احتياجاته من المواد الغذائية الأساسية ونشاطه الجسدي وطريقة معيشته ومقتضيات ما يتناوله من أدوية. ومنه يكون دور اختصاصي التغذية في توجيه مريض السكري دوراً محورياً.
د. لينة موفق دعبول - اختصاصية في التغذية والحميات
طباعة
ارسال