A.
الديلزة الدموية:
تعد الديلزة الدموية المتقطعة الطريقة القياسية
المعتمدة حالياً لتنقية الدم عند مرضى الداء
الكلوي بمراحله النهائية (انظر الشكل 23).
يجب البدء بالديلزة الدموية عندما نلاحظ أن
المريض مصاب بقصور كلوي متقدم رغم تلقيه العلاج
الدوائي المناسب، ويجب أن يتم ذلك قبل ظهور
الاختلاطات الخطيرة، وهذا ما يحدث غالباً
عندما يصل تركيز الكرياتينين المصلي إلى 600-800
ميكرومول/ليتر. يجب صنع ناسور شرياني وريدي
(يجرى في الذراع عادة) عندما يصل تركيز الكرياتينين
المصلي إلى حوالي 400 ميكرومول/ليتر وبالتالي
يتاح له الوقت الكافي لكي يترسخ. بعد مرور
4-6 أسابيع على فتح هذا الناسور يؤدي ارتفاع
الضغط ضمن الوريد المقدم من الناسور إلى تمدده
وتثخن جداره (يصبح كالشريان). بعد ذلك يمكن
إدخال إبر واسعة اللمعة داخل هذا الوريد لتأمين
خط لكل جلسة ديلزة دموية (انظر الشكل 23).
فإذا لم يكن ذلك ممكناً يمكن وضع قثطرة بلاستيكية
في وريد مركزي واستخدامها كخطٍ للديلزة الدموية
لفترة مؤقتة.
تجرى الديلزة الدموية بمعدل
3 مرات أسبوعياً على مدى 3-5 ساعات لكل مرة.
يلاحظ معظم المرضى تحسناً تدريجياً في الأعراض
خلال أول ستة أسابيع من بدء العلاج. ينخفض
التركيز المصلي للبولة والكرياتينين مع كل
جلسة ولكن لا يعودان للمجال الطبيعي. وتلتزم
معظم الوحدات المعايير المعتمدة المقبولة
للقول بأن الديلزة كانت كافية والتي ترتبط
بتصفية البولة بالقياس إلى ماء الجسم الكلي.
يمكن لبعض المرضى إجراء عملية الديلزة في
المنزل. يعيش العديد من المرضى حياة طبيعية
وحيوية وتمتد بقياهم لأكثر من 20 عاماً بشكل
عام.
|
الشكل
23: الديلزة الدموية.
مريضة تجرى لها ديلزة دموية بواسطة ناسور
تحت جلد الذراع (ناسور يريسيو-سيمينو)،
ولاحقاً زرع لها كلية من قريب حي. |
B.
الديلزة البريتوانية المستمرة الجوالة (CAPD):
تستخدم هذه الطريقة للحالات المزمنة، وهي
تتم بإدخال قثطرة سيلاستيكية دائمة إلى الجوف
البريتواني. يسرب عبرها ليتران من سائل الديلزة
العقيم المعادل الحلولية ويحبس ضمن الجوف
البريتواني لمدة 6 ساعات تقريباً، خلال هذه
الفترة تنتشر الفضلات الاستقلابية من الشعيرات
الدموية البريتوانية إلى سائل الديلزة عبر
مدروج التركيز، ثم يرشف هذا السائل ويستعاض
عنه بسائلٍ آخر جديد، وتكرر هذه الدورة 4
مرات يومياً، وخلال هذه الفترة يمكن للمريض
أن يتحرك ويقوم بأداء كافة فعالياته اليومية
العادية. هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص عند
يفعان الأطفال وعند المسنين المصابين بعدم
ثبات قلبي وعائي وعند السكريين. قد يتعرقل
استخدامها المديد بحدوث نوب من التهاب البريتوان
الجرثومي، ولكن بعض المرضى عولجوا بها بنجاح
لمدة تزيد عن 10 سنوات.
شاع بشكل واسع حالياً استخدام الديلزة البريتوانية
الآلية (APD)، وهي شبيهة بالطريقة السابقة
ولكنها مزودة بجهاز خاص يقوم بمبادلة السائل
خلال الليل مع ترك المريض حراً خلال النهار
أو تجرى مبادلة وحيدة فقط خلاله.
C. زرع الكلية:
تسمح هذه الطريقة بإمكانية استعادة الوظيفة
الكلوية الطبيعية وبتصحيح كل الاضطرابات الاستقلابية
الناجمة عن القصور الكلوي المزمن. تؤخذ الكلية
الطعم من متبرع متوفي أو من قريبٍ للمريض.
يجب أن تكون الزمرة الدموية (ABO) متطابقة
بين المتبرع والمستقبل، وعادة يتم اختيار
الكلية المُتبرَّع بها على أساس التوافق النسجي
(HLA، مستضد الكريات البيض البشري) التام
بينها وبين نسيج المستقبِل لأن ذلك يحسن بقياها.
يعد رفض الطعم المتواسط مناعياً السبب الرئيس
لفشل الزرع. لقد تحسنت نتائج زرع الكلى بشكل
ملحوظ في السنوات الأخيرة. حيث تبلغ نسبة
بقيا الطعم المزروع حياً لمدة 3 سنوات حوالي
80% ونسبة البقيا الخاصة بالمريض لنفس المدة
90% تقريباً.
يجب إعطاء المريض معالجة طويلة الأمد مثبطة
للمناعة بعد زرع الكلية. وضعت العديد من الخطط
الدوائية لهذه الغاية ولكن أكثرها تداولاً
يقوم على إشراك محضر بريدنيزولون مع سيكلوسبورين
A مع أزاثيوبرين. يوجد تركيز حول السمية الكلوية
الطويلة الأمد الناجمة عن محضر سيكلوسبورين.
حالياً أثبت الدور المفيد للأدوية الحديثة
المثبطة للمناعة (تاكروليموس، ميكوفينولات
موفيتيل، راباميسين) في هذا المجال اعتماداً
على التجارب السريرية.
يترافق تثبط المناعة مع ازدياد نسبة الأخماج
ولاسيما الانتهازية منها، وارتفاع خطورة الإصابة
بالأورام الخبيثة ولاسيما الجلدية منها، حيث
أن 15% من المرضى البيض سيصابون بخباثة جلدية
بعد مرور 15 سنة على الزرع. إن اللمفومات
نادرة ولكنها تحدث باكراً وغالباً تكون مرتبطة
بالإنتان بحمة الحلأ ولاسيما حمة إبشتاين-بار.
رغم هذه المشاكل يعد الزرع مصدر الأمل الأفضل
لممارسة حياة عادية بالنسبة للمريض، وهو أقل
الطرق العلاجية كلفة مقارنة بنتائجه الجيدة
في تدبير القصور الكلوي المزمن.
قضايا عند المسنين:
المعالجة المعيضة للكلية:
|
·
لا
يعد العمر بحد ذاته مانعاً لضمان حياة
بنوعية جيدة بتطبيق المعالجة المعيضة
للكلية.
·
ارتفاع
نسبة الأمراض القلبية الوعائية عند
المسنين يجعل الديلزة صعبة لديهم، حيث
أن المسن أكثر حساسية لاضطرابات توازن
السوائل وأكثر أهبة للإصابة بانخفاض
التوتر الشرياني خلال إجراء الديلزة
وللإصابة بارتفاع التوتر الشرياني الارتدادي
في الفترات الفاصلة بين جلسات الديلزة.
كذلك فإن وجود الداء القلبي الإقفاري
عند المسن يعرضه بسهولة للإصابة بوذمة
الرئة فيما لو حدث لديه فرط حمل حجمي.
·
مما
سبق نستنتج أن الطريقة الوحيدة المناسبة
للمرضى المسنين هي الديلزة الدموية
المطبقة في المشفى مع العناية الطبية
والتمريضية اللصيقة.
·
من
الصعب أن نتوقع البقيا الخاصة لكل مريض
مسن موضوع على الديلزة، ولكنها بلا
ريب ترتبط بالسن وبالقدرة الوظيفية
(مقياس بارثيل أو كارنوفسكي) وبوجود
أمراض مرافقة.
·
يعد
التوقف عن إجراء الديلزة سبب شائع لموت
المسنين المصابين بأمراض مرافقة.
·
إن
المخاطر النسبية للجراحة ولإعطاء مثبطات
المناعة ولمحدودية حياة الأجهزة الحيوية
في جسم المسن، إن اجتماع هذه العوامل
يجعل معظم المسنين مستبعدين من إجراء
الزرع لهم.
·
قد
يكون العلاج المحافظ الصارم دون اللجوء
للديلزة، قد يكون الخيار الأوسع انتشاراً
لتدبير المرضى الذين لديهم خطورة عالية
من احتمال تعرضهم للاختلاطات الناجمة
عن الديلزة وأولئك الذين يكون إنذارهم
سيئاً والذين يملكون فرصة ضعيفة للتحسن
الوظيفي بعد تطبيقها.
|
ديفيدسون Davidson's
طباعة
ارسال