يقوم القلب بعمله كما لو أن مضختان منفصلتان
تعملان بشكل متوازي، فالقلب الأيمن يُنشئ الدورة الرئوية، بينما يغذي القلب
الأيسر بقية الجسم. وتقوم الأذينة اليمنى بتصريف الدم غير المؤكسج من
الأجوفين العلوي والسفلي، وتفرغ الدم إلى البطين الأيمن، الذي بدوره يضخه
إلى الشريان الرئوي، أما الأذينة اليسرى فتصرف الدم المؤكسج الآتي من
الرئتين عبر أوردة رئوية أربعة وتفرغه ضمن البطين الأيسر، الذي بدوره بضخه
إلى الشريان الأبهر (انظر الشكل 1)، وخلال التقلص البطيني ينغلق الدسامان
الأذينيان البطينيان (دسام مثلث الشرف في القلب الأيمن، والدسام التاجي في
القلب الأيسر) وينفتح الدسامان الرئوي والأبهري، أما في الانبساط، فينغلق
الدسامان الرئوي والأبهري، وينفتح الدسامان الأذينيان البطينيان.
|
الشكل 1 (اضغط على الشكل للتكبير): اتجاه جريان الدم عبر القلب.
الأسهم الزرقاء تظهر تحرك الدم
غير المؤكسج عبر القلب الأيمن إلى الرئتين. الأسهم الحمر تظهر تحرك الدم
المؤكسج من الرئتين إلى الدوران الجهازي. الضغوط الطبيعية ممثلة في كل حجرة
بالملمتر زئبقي. |
وفي الأحوال الطبيعية فإن الضغوط في البطين
الأيسر تكون أكبر مما هي عليه في الأيمن بأربعة أضعاف على الأقل، وتبلغ
سماكة جدار البطين الأيسر عادة ما لا يقل عن اسم بالمقارنة مع سماكة تبلغ
2-3 ملم للأيمن، تتوضع الأذينتان ضمن المنصف أمام المري والأبهر النازل،
بينما يتوضع البطينان إلى الأمام من الأذينتين مع تضاؤل تدريجي لحجمهما
أثناء نزولهما باتجاه قمة القلب، التي تتوضع أيسر الخط المتوسط.
يتوضع البطين الأيمن أسفل القص
مباشرة وهو لا يقع على يمين البطين الأيسر فقط وإنما أيضاً إلى الأمام منه،
ويشغل القلب الطبيعي أقل من 50% من قطر الصدر المعترض في المستوى الجبهي.
كما يظهر على صورة الصدر الشعاعية،
يتشكل ظل القلب، على يسار المريض، من قوس الأبهر والجذع الرئوي وزائدة
الأذينة اليسرى appendage والبطين الأيسر، أما على اليمين، فإن الأذينة
اليمنى تتصل بالوريدين الأجوفين العلوي والسفلي، تتشكل الحافة السفلية
اليمنى من البطين الأيمن. (انظر الشكل 2 A). قد يتغير ظل القلب في الحالات
المرضية أو الشذوذات القلبية الولادية نتيجة للتضخم أو التوسع.
تصوير القلب بالصدى (الإيكو) يظهر
القلب على شكل شرائح ثنائية البعد بحيث يظهر حجم كل من حجرات القلب بشكل
منفرد، كما يظهر شذوذات الدسامات (انظر الشكل 2 C).
|
الشكل 2: تصوير القلب.
A: الحدود الشعاعية للقلب، تظهر توضعات الحجرات الرئيسة للقلب. ودسامات القلب،
B: صورة شعاعية للصدر تظهر ظل القلب
C: صورة إيكو للقلب تبدي حجرات القلب في منظر رباعي الحجرات غير مطابق للرسم التخطيطي. |
A. الدروان الإكليلي The coronary circulation:
ينشأ الشريان الإكليلي الأيسر
الرئيسي والإكليلي الإيمن من الجيبين الإكليلين الأيسر والأيمن بعد الدسام
الأبهري تماماً (انظر شكل 3)، ينقسم الشريان الإكليلي الأيسر الرئيسي بعد
2.5 سم من منشئه إلى: الشريان الإكليلي الأيسر الأمامي النازل (LAD) الذي
يسير ضمن الميزابة الأمامية بين البطينين وإلى الشريان المنعكس الأيسر (CX)
الذي يسير خلف القلب في الميزابة الأذينية البطينية، يعطي الـ LAD فروعاً
مغذية للقسم الأمامي من الحاجز (الشرايين الثاقبة الحاجزية Septal
Perforaforms) وللجدار الأمامي وقمة البطين الأيسر، أما الشريان المنعكس
(CX) فيعطي فروعاً هامشية تغذي الأجزاء الخلفية والوحشية والسفلية من
البطين الأيسر.
|
الشكل 3: شرايين القلب الإكليلية.
A: مخطط للمظهر الأمامي.
B: تصوير موافق للأوعية الإكليلية يبدي الشريان الإكليلي الأيسر.
C: الشريان الإكليلي الأيمن. |
يسير الشريان الإكليلي الأيمن (RCA) ضمن الميزابة
الأذينية البطينية اليمنى معطياً فروعاً مغذية للأذينة اليمنى والبطين
الأيمن والوجه السفلي الخلفي للبطين الأيسر، أما الشريان الخلفي النازل
فيسير ضمن الميزابة الخلفية بين البطينين ويغذي القسم الخلفي من القلب، وهو
فروع من الشريان الإكليلي الأيمن (RCA) عند حوالي 90% من الأشخاص (الجهاز
الأيمن المسيطر)، فيما ينشأ لدى البقية من الشريان المنعكس (CX) (الجهاز
الأيسر المسيطر).
إن التشريح الإكليلي الدقيق يختلف
من شخص لآخر بشكل كبير، وهناك ما يدعى بالتغيرات الطبيعية العديدة. يغذي
الشريان الإكليلي الأيمن العقدة الجيبية الأذينية (SA) في حوالي 60% من
الأفراد، والعقدة الأذينية البطينية (AV) في حوالي 90% منهم. وبالتالي فإن
انسداد الـ RCA في قسمه الداني غالباً ما يؤدي إلى بطء قلب جيبي، كما يمكن
أن يسبب أيضاً حصاراً للتوصيل الكهربي للعقدة الأذينية الجيبية، ويؤدي
الانسداد المفاجئ للشريان الإكليلي الأيمن RCA الناجم عن خثرة إكليلية إلى
احتشاء في الجزء السفلي من البطين الأيسر، وللبطين الأيمن في الغالب. أما
الانسداد المفاجئ للشريان الأيسر الأمامي النازل LAD وللشريان المنعكس
الأيسر CX فسوف يسبب احتشاء في المناطق الموافقة من البطين الأيسر، ويكون
انسداد الشريان الأيسر الرئيسي مميتاً في العادة.
أما الجهاز الوريدي فهو يتبع بشكل
رئيسي الشرايين الإكليلية، لكنه يصب في الجيب الإكليلي في الميزابة
الأذينية البطينية الخلفية، ومن ثم في الأذينة اليمنى، وهناك جهاز لمفاوي
واسع يصب في الأوعية التي تتماشى مع الأوعية الإكليلية وتنتهي أخيراً في
القناة الصدرية.
B. تعصيب القلب Nerve supply of the heart:
يتزود القلب بكلا النوعين من
التعصيب، الودي ونظير الودي، وتقوم الأعصاب الودية بتزويد الألياف العضلية
في الأذينتين والبطينين وجهاز التوصيل الكهربي، إن التأثيرات الإيجابية على
تقلصية inotropic وعلى سرعة Chronotropic القلب يتوسطها بشكل مسيطر
مستقبلات ß1 الأدرنرجية، بينما تسيطر ß2 الأدرنرجية في العضلات الملس
للأوعية، وتتوسط في عملية التوسع الوعائي، إن الألياف نظيرة الودية ما قبل
العقد والألياف الحسية تصل إلى القلب عبر العصب المبهم، في حين تعصب
الأعصاب الكولينرجية العقدتين الأذينية البطينية AV والجيبية الأذينية SA
عبر مستقبلات موسكارينية M2.
وفي حالات الراحة تسيطر ألياف
المبهم المثبطة مؤدية إلى تباطؤ سرعة القلب، بينما يؤدي التنبيه الأدرنرجي
المصاحب للجهد وللتوتر النفسي والحمى وغيرها من الأسباب إلى تسرع نبض
القلب. وأما في الحالة المرضية فقد يتأثر الإمداد العصبي للقلب، فمثلاً
المرضى المصابون بقصور قلب قد يصبح الجهاز الودي خاضعاً للتنظيم الأعلى
Upregulatd، في حين أنه في مرضى الداء السكري تحدث أذية للأعصاب بالذات
ولذا لا ينجم عن ذلك سوى تغيير طفيف في سرعة القلب.
يناقش جهاز التوصيل الكهربي بالتفصيل لاحقاً.
ديفيدسون Davidson's
طباعة
ارسال