بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأطبَّاءَ لا يَنفكُّون عن وصف المُضادَّات الحيويَّة لعلاج السعال والزُّكام؛ وأنَّ الجُهودَ الرامِية إلى الحدِّ من استِخدام المُضادَّات الحيويَّة لم تُحقِّق نجاحاً واضِحاً.

وجد الباحِثون أنَّ نسبةَ الأشخاص، الذين يُعانون من السعال والزكام ويتناولون المُضادات الحيويَّة، ارتفعت من 36 في المائة في العام 1999، لتصِل إلى 51 في المائة في العام 2011، أي بزِيادة قدرها 40 في المائة تقريباً.

تأتي هذه الزِّيادةُ وسطَ تحذيرات من أنَّ الوصفَ المُفرط للمُضادات الحيويَّة يُمكن أن يُؤدِّي إلى ظُهور بكتيريا مُقاوِمة للدواء.

تُستخدَم المُضاداتُ الحيويَّة لعِلاج حالات العدوى البكتيريَّة، وللوقاية منها أحياناً؛ وهي غيرُ فعَّالة في علاج حالات السعال والزكام، والتي تحدُث بسبب عدوى فيروسيَّة عادة.

تفحَّص الباحِثون النَّزعةَ نحو وصف المُضادَّات الحيويَّة عند أكثر من 500 طبيب بريطانيّ بين العامين 1995 و 2011؛ وركَّزوا على حالات السعال والزكام والتهاب الحلق وعدوى السبيل البولي وعدوى التهاب الأذن الوسطى.

•  النتائج:
•  تراجع استخدامُ المُضادَّات الحيويَّة لعلاج التهاب الحلق بين العامين 1995 و 2011، رغم أنَّه بقيَ مُرتفعاً لو أخذنا في الاعتبار أنَّ حوالي 90 في المائة من حالاته تُعالج من دون مُضادات حيويَّة. وأُعطِيَ المُضاد الحيويّ المنصوح فيه لالتهاب الحلق الشَّديد في مُعظم الحالات.

•  ازدادت نسبةُ النِّساء اللواتي وُصِفت لهنَّ المُضادَّاتُ الحيوية لفترة قصيرة لعلاج عدوى السبيل البوليّ، رغم وجود اختلاف بين ممارسات الأطبَّاء.

•  بالنسبة إلى عدوى الأذن الوسطى، لم تتغيَّر بشكل كبير نسبةُ الحالات التي وُصِف لها استخدامُ مُضادّ حيويّ خلال فترة الدِّراسة، لكن ازدادت نسبةُ الأشخاص الذين وُصِفت لهم المُضادَّاتُ الحيويَّة المنصوح فيها.

•  قال مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ تنفيذَ الإرشادات القومية حول الرِّعاية الأساسيَّة في بريطانيا لم يُحقِّق نجاجاً كاملاً؛ وإنَّ وصفَ المُضادات الحيويَّة لحالات السعال والزكام حالياً هو "أكبر ممَّا كان قبلَ وضع التوصيات الهادفة إلى التقليل من استخدامها".

كما وجدت الدِّراسةُ اختلافاً ملحُوظاً أيضاً بين الأطبَّاء في استخدام المُضادَّات الحيويَّة في هذه الحالات، ممَّا يُشير إلى إمكانية الوُصول إلى المزيد من التحسُّن في وصف المُضادَّات الحيويَّة.



طباعة ارسال