ينجم الكزاز عن الخمج بالمطثيات الكزازية Clostridium tetani التي تكون متعايشة Commensal في معي الإنسان والحيوانات المنزلية، كما أنها توجد في التربة. يدخل الخمج إلى الجسم عن طريق الجروح التي غالباً ما تكون جروحاً عادية.

إن الكزاز نادر في بريطانيا ويحدث غالباً عند المزارعين وعمال الحدائق. وعلى العكس فإن المرض شائع في العديد من الدول النامية حيث يحتوي الغبار على الأبواغ الآتية من فضلات الإنسان والحيوانات. إذا حدثت الولادة في بيئة غير نظيفة فإن الكزاز الوليدي tetanus neonatorum قد ينجم عن خمج جُدعة stump الحبل السري أو قد تصاب الأم بالمرض.

مازال الكزاز يعتبر واحداً من الأسباب الرئيسية للوفاة عند البالغين والأطفال والولدان في الدول النامية حيث يمكن أن تصل نسبة الوفيات لحدود 100% تقريباً عند الولدان وحوالي 40% عند المجموعات الباقية.

تتشكل الأبواغ في الظروف غير المناسبة لنمو الجرثومة وهذه الأبواغ قد تبقى هاجعة لسنوات عديدة في التربة. تنتش الأبواغ وتتكاثر العصيات في الظروف اللاهوائية فقط التي تتوفر في مناطق النخر النسيجي أو إذا كان ضغط الأكسجين منخفضاً نتيجة لوجود متعضيات أخرى خاصة المتعضيات اللاهوائية. وتبقى العصيات في مكانها لكنها تنتج ذيفاناً خارجياً Exotoxin له ألفة affinity للنهايات العصبية الحركية والخلايا العصبية الحركية.

تتأثر خلايا القرن الأمامي بعد أن يعبر الذيفان الخارجي إلى المجرى الدموي وتؤدي إصابتها إلى الصمل والاختلاجات. تظهر أول الأعراض خلال يومين إلى عدة أسابيع من الأذية وكلما كانت فترة الحضانة أقصر كانت الهجمة أكثر شدة والإنذار أسوأ.

A. المظاهر السريرية:
إن أكثر الأعراض الباكرة أهمية هو الضزز trismus وهو تشنج العضلات الماضغة مما يؤدي إلى صعوبة فتح الفم والمضغ. ولهذا تدعى هذه الحالة بالفك المقفل lock jaw. إن الضزز في الكزاز ليس مؤلماً على العكس من تشنج العضلات الماضغة الناجم عن خراج سني أو إنتان في الحلق أو الأسباب الأخرى حيث يكون التشنج في هذه الحالات مؤلماً. تشمل الحالات التي يمكن أن تقلد الكزاز كلاً من الهستيريا والجرعة الزائدة من الفينوتيازين.

ينتشر الصمل المقوي في الكزاز ليشمل عضلات الوجه والعنق والجذع. وإن تقلص العضلات الجبهية والعضلات عند زاويتي الفم يؤدي لحدوث ما يدعى التكشيرة الساردونية Risus Sardonicus، ويكون هناك صمل في عضلات العنق والجذع بدرجات متفاوتة. يكون الظهر عادة مقوساً بشكل خفيف (التشنج الظهري Opisthotonus) أما جدار البطن فيكون كاللوح.

في الحالات الأكثر شدة تحدث تشنجات عنيفة بشكل عفوي وتستمر لعدة ثوان وحتى 3-4 دقائق أو قد تتحرض بمنبهات معينة كتحريك المريض أو إثارة الضجيج حوله. إن هذه الاختلاجات مؤلمة ومنهكة ولها نتائج خطيرة جداً خاصة إذا ظهرت مباشرة بعد بداية الأعراض. تزداد شدة وتواتر هذه التشنجات تدريجياً لمدة أسبوع تقريباً، وقد يموت المريض من الإجهاد أو الاختناق أو ذات الرئة الاستنشاقية.

أما في المرض الأقل شدة فقد تتأخر هذه الاختلاجات حوالي الأسبوع بعد ظهور العلامة الأولى للصمل، وقد لا تحدث أبداً في الأخماج الخفيفة جداً. قد تسبب إصابة الجهاز المستقل حدوث اختلاطات قلبية وعائية مثل فرط ضغط الدم.

قد تكون التظاهرة الوحيدة للمرض في حالات نادرة هي الكزاز الموضعي local tetanus (يبوسة أو تشنج العضلات قرب الجرح المخموج) ويكون الإنذار جيداً في هذه الحالة إذا تم البدء بالمعالجة في هذه المرحلة.

B. الاستقصاءات:
يتم التشخيص اعتماداً على المظاهر السريرية ومن النادر إمكانية عزل الجراثيم المسببة من مكان الدخول الأصلي.

C. التدبير:
يجب البدء بالتدبير حالما يكون ذلك ممكناً. ويظهر (الجدول 93) أساسيات التدبير.

D. الوقاية:
يجب إعطاء التمنيع الفعال. أما الأذيات (الجروح) الملوثة فيجب معالجتها بالتنضير debridement. يمكن إنقاص الخطر المباشر للكزاز بشكل كبير بحقن 1200 ملغ من البنسلين يليها إعطاء شوط علاجي من البنسلين الفموي لمدة 7 أيام. أما بالنسبة للأشخاص المتحسسين للبنسلين فيجب إعطاء الإريثروميسين.

إذا كان خطر حدوث الكزاز وارداً فيجب حقن 250 وحدة من مضاد ذيفان الكزاز البشري إضافة إلى جرعة عضلية من الذيفان المعطل Toxoid ويجب تكرارها بعد شهر واحد ثم بعد 6 شهور. أما بالنسبة للممنعين سابقاً فتعطى جرعة داعمة من الذيفان المعطل.

طباعة

ارسال