ـ مقدمة:
تبدأ الضربة القلبية في الحالة
الطبيعية تحت تأثير شحنة كهربائية تنطلق من العقدة الجيبية الأذينية
(الجيبية) بعدها يزول استقطاب الأذينات ثم يليها البطينات بعد مرور هذه
الشحنة الكهربية عبر نسيج ناقل متخصص (انظر الشكل 6) تعمل العقدة الجيبية
كناظم خطا وهي لديها سرعتها الداخلية الخاصة بها والتي تنظمها الجملة
العصبية الذاتية حيث نجد أن الفعالية المبهمية تبطئ سرعة القلب بينما تسرعه
الفعالية الودية.
|
الشكل 6: جهاز التوصيل القلبي.
A:
يبدأ زوال الاستقطاب من العقدة الجيبية الأذينية وينتشر عبر الأذينتين ومن
ثم عبر العقدة AV (الأسهم السوداء) ثم يصل زوال الاستقطاب إلى البطينات
عبر حزمة هيس وغصنيها (الأسهم الزرقاء)، ويكون عود الاستقطاب بالاتجاه
المعاكس (الأسهم الخضراء).
B: مكونات الـ ECG التي توافق زوال وعود الاستقطاب كما هو مصور في الجزء A، الحد الأعلى للمجال الطبيعي لكل فترة معطىً بين هلالين. |
إذا أصبحت السرعة الجيبية بطيئة فإنه يمكن لمركز
أدنى منه أن يلعب دور ناظم الخطا، تعرف هذه الحالة بنظم الهروب الذي قد
ينشأ من العقدة الأذينية البطينية (النظم العقدي) أومن البطينات (النظم
البطيني الذاتي).
إن اللانظمية القلبية عبارة عن
اضطراب في النظم الكهربي للقلب والذي قد يكون انتيابياً أو مستمراً وقد
يكون لا عرضياً على الإطلاق ولكنه قد يسبب الموت المفاجئ أو الغشي أو خفة
الرأس أو قصور القلب أو الخفقان وغالباً ما تكون اللانظميات مظهراً للداء
القلبي البنيوي ولكنها قد تحدث أيضاً في قلوب طبيعية من النواحي الأخرى.
تسمى سرعة القلب التي تزيد عن 100
نبضة / دقيقة بتسرع القلب، والتي تقل عن 60 نبضة/ دقيقة بتباطؤ القلب.
يوجد آليتان لتسرع القلب هما:
ـ زيادة التلقائية: عندما يتأسس
تسرع القلب نتيجة زوال استقطاب عفوي متكرر لبؤرة هاجرة أو لخلية وحيدة.
ـ ظاهرة عود الدخول: عندما تنقدح
بداية تسرع القلب بضربة هاجرة ولكنه يترسخ بدارة مغلقة أو ما يعرف بدارة
عود الدخول (انظر الشكل 38). تنجم معظم اللانظميات التسرعية عن ظاهرة عود
الدخول هذه.
|
الشكل 38 (اضغط على الشكل للتكبير): آلية عود الدخول:
يحدث عود الدخول عندما يوجد
سبيلين بديلين بصفات ناقلة مختلفة (مثل العقدة الأذينية البطينية والسبيل
الإضافي، أو منطقة من نسيج طبيعي ومنطقة من نسيج مصاب بالإقفار).
في هذا المثال يوصل السبيل A النبضة ببطء ويعود إلى السواء بسرعة بينما يوصلها السبيل B بسرعة ويعود إلى السواء ببطء.
(1) في النظم الجيبي تمر كل نبضة إلى الأسفل عبر كلا السبيلين قبل الدخول إلى السبيل المشترك القاصي.
(2) بما أن السبيلين يتخلصان من التعنيد بمعدلين مختلفين فإنه يمكن للنبضة الباكرة أن تجد السبيل A مفتوحاً والسبيل B مغلقاً.
(3) قد يتخلص
السبيل B من التعنيد في حين تنتقل النبضة الباكرة بشكل انتخابي باتجاه
الأسفل عبر السبيل A، يمكن للنبضة عندئذ أن تنتقل بالطريق الراجع باتجاه
الأعلى عبر السبيل B مشكلة دارة مغلقة أو ما يعرف باسم دارة عود الدخول.
(4) قد تحرض هذه
الدارة بدء تسرع القلب الذي سوف يستمر إلى أن تنقطع (أي الدارة) بإحداث
تبدل في معدلات التوصيل أو في زوال الاستقطاب الكهربي. |
قد ينجم تباطؤ القلب عن:
ـ انخفاض التلقائية (مثل حالة بطء القلب الجيبي).
ـ تباطؤ معدل التوصيل بشكل غير طبيعي (مثل حالة الحصار الأذيني البطيني).
قد يكون اضطراب النظم فوق بطيني
(جيبي أو أذيني أو وصلي) أو بطينياً. يعطي النظم فوق البطيني عادة مركبات
QRS ضيقة لأن البطينات يزال استقطابها بشكل طبيعي عبر العقدة الأذينية
البطينية وحزمة هيس. وبالمقابل فإن النظم البطيني يحدث مركبات QRS عريضة
وغريبة الشكل لأن البطينات تتفعل عبر طريق غير طبيعي. على كل حال يمكن في
بعض الأحيان للنظم فوق البطيني أن يحدث مركبات QRS عريضة أو واسعة نتيجة
وجود حصار غصن مرافق أو وجود نسيج ناقل إضافي (انظر لاحقاً).
ديفيدسون
طباعة
ارسال