لا يحتاج بعض المرضى الذين يعانون من تلف كبير بالكبد لعملية زرع، فالكبد المصاب يعيد بناء نفسه أحياناً.

واكتشف أطباء ذلك في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية من خلال متابعة مجموعة مرضى أجريت لهم عملية نقل كبد دون إزالة الكبد المصاب من أجسادهم، وفي بعض الأحيان تماثل الكبد الأصلي للشفاء تماما.

وأشارت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية لنقل الأعضاء إلى أن الأطباء بإمكانهم معرفة المرضى الذين لا يحتاجون إجراء عملية نقل كبد، حيث تشفى أكبادهم تلقائياً.

• جراحات النقل المساعدة:
وتحتضن مستشفى الكلية الملكية بلندن مركزاً رائداً في جراحات نقل الكبد، وهو واحد من المراكز القليلة في العالم التي تجري عمليات تسمى بـ "جراحات النقل المساعدة"، حيث يتم الاحتفاظ فيها بالكبد الأصلي.

ويتم تنفيذ هذه العمليات في الحالات الطارئة التي يتعرض فيها الكبد لفشل مفاجئ بسبب تناول جرعات زائدة من المواد الضارة أو العدوى الفيروسية، ولا يتم اللجوء كثيراً لهذه العمليات في حالات تعرض الكبد للتلف على مدى طويل أو بسبب تعاطي الكحول.

ويتم إجراء عملية النقل هذه لمساعدة المريض على تجاوز المرحلة الحرجة من المرض، ولكن تعافي الكبد المصاب لا يحظى به سوى بعض المرضى، إذ تقول الدراسة إن عملية النقل لم يعد لها حاجة لسبعة من بين كل أحد عشر مريضاً.

• معرفة الكبد القادر على التعافي:
ولجأ الأطباء لتحليل كيمياء الكبد المريض بصورة تفصيلية لمعرفة الاختلاف بينه وبين الأكباد التي لم تتعافَ.

الدكتور فارونا ألوفيهير قال "وجدنا أن هناك اختلافاً كبيراً في جسيمات صغيرة جداً في دماء المرضى الذين تمتلك أكبادهم القدرة على التعافي خلال سنوات ثلاث مقابل أكباد الآخرين، وتلك الجزيئات الصغيرة جداً هي التي تنظم طريقة نمو الكبد".

وأردف "بعض هذه الأكباد بدأت بالفعل في النمو مجدداً.. ولهذا فبإمكاننا أن نقرر مجموعة من الفحوصات المخبرية، تتيح لنا التعرف على أولئك المرضى الذين لديهم بالفعل كبد يتعافى تلقائياً.. وبالتالي قد لا يكونون في حاجة لإجراء جراحة لنقل عضو جديد".

وأضاف "ربما لدينا القدرة الآن على إسقاط مجموعة من المرضى من قائمة انتظار جراحات نقل الكبد".

ولدى الكبد الطبيعي بالفعل القدرة على إعادة توليد خلاياه، ويمتلك كبد الشخص الصحيح القدرة على استعادة بناء نفسه ذاتياً في غضون شهر حتى وإن تم استئصال جزء كبير منه.

وقد تلقى الفريق الطبي التمويل اللازم لإجراء الفحوصات التي تشير إلى الاختلافات الكيماوية في الجسيمات من خلال تحليل دماء المرضى.


طباعة ارسال