وهو اضطراب تحدث فيه هجمات (نوبات) من الاحتقان Congestion الأنفي والسيلان discharge الأنفي المائي والعطاس sneezing، وقد يكون موسمياً Seasonal أو دائماً على مدار العام (سنوياً) Perennial.

A. السببية المرضية:
ينتج التهاب الأنف التحسسي عن ارتكاس فرط حساسية مباشر في المخاطية الأنفية، وإن المستضدات المسؤولة عن الشكل الموسمي من هذا الاضطراب هي غبار طلع الأعشاب أو الأزهار أو الطحالب أو الأشجار، ويعتبر غبار طلع الأعشاب مسؤولاً عن حُمّى الكلأ (حمى الطلع) وهو النموذج الأكثر شيوعاً لالتهاب الأنف التحسسي الموسمي في أوروبا الشمالية ويكون هذا الاضطراب في ذورته في UK بين شهري أيار وتموز.

ويمكن لالتهاب الأنف التحسسي السنوي أن يكون ارتكاساً (تفاعلاً) نوعياً لمستضدات مشتقة من غبار المنزل أو أبواغ الفطور أو أشعار dander الحيوانات، لكن قد تحدث أعراض مشابهة بفعل المهيجات الفيزيائية أو الكيميائية كالروائح أو الأبخرة اللاذعة بما فيها العطور الثقيلة والهواء البارد والجو الجاف، ويستعمل مصطلح (التهاب الأنف المحرك الوعائي Vasomotor) غالباً لهذا النموذج من المشكلة الأنفية لأن استخدام تعبير (تحسسي) في هذا السياق يعتبر تسمية خاطئة.

B. المظاهر السريرية:
توجد في النمط الموسمي هجمات مفاجئة متكررة من العطاس مع سيلان أنفي مائي غزير وانسداد أنفي وتدوم هذه الهجمات بضع ساعات وتكون مترافقة غالباً مع ألم واخز ودُماع في العينين وخمج ملتحمة، أما في النوع السنوي فتكون الأعراض مشابهة لكن أكثر استمرارية وديمومةً وبشكل عام أقل شدة، وتكون اختبارات فرط الحساسية الجلدية بالمستضد الموافق (المسؤول) إيجابية عادةً في التهاب الأنف التحسسي الموسمي ولذلك تكون ذات قيمة تشخيصية لكنها أقل فائدة في التهاب الأنف السنوي.

C. التدبير:
إن الإجراءات الموجهة للأعراض Symptomatic Measures التالية والتي تطبق بشكل إفرادي أو جمعي فعالة عادةً في كل من التهاب الأنف التحسسي الموسمي أو السنوي:
ـ دواء مضاد للهستامين كالـ Loratadine ا 10 مغ يومياً عن طريق الفم.
ـ كروموغليكات الصوديوم رذاذ أنفي جرعة واحدة معايرة من محلول 2% في كل من فتحتي الأنف كل 4-6 ساعات.
ـ البيكلوميتازون ديبروبيونات أو budesonide المائي رذاذ أنفي جرعة أو جرعتين من 50 مكروغرام في كل فتحة أنفية كل 12 ساعة.

ويمكن أن يحصّل المرضى الذين يفشلون بالاستجابة لهذه الإجراءات على تحسن بالأعراض بحقنة عضلية من مستحضر ستيروئيدي قشري مديد التأثير، وينبغي الاحتفاظ بهذا الشكل من المعالجة لاستعمالها في بعض الأحيان في المرضى ذوي الأعراض الشديدة جداً والتي تتعارض بشكل كبير مع المدرسة أو العمل أو النشاطات الاجتماعية، أما التهاب الأنف المحرك الوعائي فهو غالباً صعب المعالجة لكنه قد يستجيب للـ Ipratropium bromide إذ يُعطى في كل فتحة أنفية كل 6-8 ساعات.

D. الوقاية:
في النموذج الموسمي ينبغي القيام بمحاولة لإنقاص التعرض لغبار الطلع- مثلاً بتجنب المناطق الريفية والبقاء داخل المنزل ما أمكن ذلك مع إغلاق النوافذ خلال موسم غبار الطلع خصوصاً عندما يكون قد ثبت أن كمية غبار الطلع كبيرة، أما الوقاية من التهاب الأنف السنوي فتتألف من تجنب التعرض ما أمكن لأية عوامل مسببة قابلة للكشف لكن هذا صعب غالباً أو مستحيل.

طباعة

ارسال