التهاب الحنجرة المزمن

وضعت الأسباب الشائعة لهذه الحالة في (الجدول 86).

A. المظاهر السريرية:
العرض الرئيسي هو البحة hoarseness وقد يفقد الصوت بشكل كامل (انعدام التصويت aphonia) كما يوجد تخريش الحلق وسعال تشنجي، ويسلك المرض سيراً مزمناً ولا يتأثر هذا السير بالمعالجة في كثير من الأحيان، ويكون الصوت مصاباً إصابة دائمة في الحالات قديمة العهد.

B. التشخيص التفريقي:
وضعت أسباب البحة المزمنة في (الجدول 87)، ويجب وضع هذه الحالات في الحسبان كتشخيص تفريقي في حال لم تتحسن البحة في غضون بضعة أسابيع، وقد تكشف صورة الصدر الشعاعية سرطانة قصبية غير متوقعة أو تدرن رئوي، وفي حال لم توجد مثل هذه الشذوذات فينبغي إجراء تنظير الحنجرة من قبل أخصائي في الأذن والحنجرة عادة.

C. التدبير:
يجب إراحة الصوت بشكل كامل وخاصةً لدى الذين يلقون الخطابات على الجمهور، ولابد من منع التدخين، وقد تجنى بعض الفوائد من الاستنشاقات المتكررة للأبخرة الطبية.

الشلل الحنجري

A. السببية المرضية:
ينتج الشلل عن التداخل على العصب الحركي الذي يعصب الحنجرة وهو دائماً تقريباً أحادي الجانب وعادةً في الجانب الأيسر بسبب مسير العصب الحنجري الراجع الأيسر داخل الصدر، وقد يُصاب أحد العصبين الحنجريين الراجعين أو كلاهما لدى استئصال الغدة الدرقية أو بفعل سرطان الغدة الدرقية، وبشكل نادر قد يُصاب جذع المبهم بحد ذاته بواسطة الورم أو أم الدم أو الرض.

B. المظاهر السريرية:
1. البحة:
وتكون مرافقة دائماً للشلل الحنجري أيّاً كان سببه، وقلما يكون الشلل ذو المنشأ العضوي عكوساً لكن في حال إصابة حبل صوتي واحد فقط فيمكن أن تتحسن البحة أو حتى تختفي بعد بضعة أسابيع بعد حدوث التكيف التعويضي (المعاوض) والذي يعبر من خلاله الحبل غير المصاب بالشلل الخط المتوسط ويقترب من الحبل المشلول عند التصويت.

2. السعال البقري:
مظهر مميز للشلل الحنجري العضوي وهو شبيه بصوت البقرة وينتج عن فقد الطور الانفجاري Explosive من السعال الطبيعي بسبب فشل الحبلين الصوتيين في إغلاق المزمار، كما أن الصعوبة في طرد القشع وإخراجه (والتي يعاني منها بعض المرضى) تفسر على نفس الأساس أيضاً، أما السعال الطبيعي في المرضى الذين لديهم فقد جزئي للصوت أو عدم تصويت فهو ينفي بشكل عملي الشلل الحنجري.

3. الصرير Stridor:
يوجد الصرير في بعض الأحيان لكن نادراً ما يكون شديداً إلا عندما يكون الشلل الحنجري ثنائي الجانب.

C. التشخيص:
تنظير الحنجرة ضروري لوضع تشخيص الشلل الحنجري بشكل أكيد، إذ يكون الحبل المشلول متوضعاً بوضعية تسمى (وضعية الجثة) Cadaveric Position وهي مكان متوسط بين التقريب والتبعيد.

D. التدبير:
ينبغي معالجة سبب الشلل الحنجري إذا كان ممكناً، ويمكن أن يتحسن الصوت في الشلل أحادي الجانب بواسطة حقن التفلون Teflon في الحبل الصوتي المصاب، وفي الشلل العضوي ثنائي الجانب قد يكون من الضروري القيام بالتنبيب الرغامي أو فغر الرغامى Tracheostomy أو العملية التصنعية (الرأبية) Plastic على الحنجرة.

بحة الصوت وانعدام التصويت نفسي المنشأ

يمكن أن نستدل على الأسباب النفسية لبحة الصوت أو الفقدان الكامل للصوت من خلال الأعراض المرافقة في القصة، ولكن قد يكون تنظير الحنجرة ضرورياً لنفي السبب الفيزيائي لشذوذ الصوت، ففي فقد الصوت نفسي المنشأ تتأذى الحركة الإرادية Voluntary لتقريب الحبلين الصوتيين فقط.

الانسداد الحنجري

يكون الانسداد الحنجري أكثر عرضة للحدوث في الأطفال منه في البالغين كون حجم المزمار أصغر لدى الأطفال، ولقد قدمت بعض الأسباب الهامة في (الجدول 88).

A. المظاهر السريرية:
إن الانسداد الحنجري التام المفاجئ بجسم أجنبي يعطي اللوحة السريرية للاختناق الحاد- جهود شهيقية شديدة لكن غير فعالة مع سحب في المسافات الوربية والأضلاع السفلية السائبة ويترافق بزراق ومالم يزُل الانسداد فإن الحالة تتطور بسرعة نحو السبات والموت في غضون دقائق قليلة، وعندما يكون الانسداد غير تاماً في البداية (كما في معظم الحالات) فإن المظاهر السريرية الأساسية هي زلة مترقية مترافقة بصرير وزراق كما يوجد سحب للمسافات الوربية والأضلاع السفلية في كلا الجانبين مع كل جهد شهيقي وإن الخطر الأكبر في مثل هذه الحالات هو أن الانسداد الحنجري التام قد يحدث في أي وقت مؤدياً إلى موت مفاجئ.

B. التدبير:
إن الهجمات العابرة من انسداد الحنجرة الناجم عن النتحة والتشنج والتي قد تحدث في التهاب الحنجرة الحاد في الأطفال وفي السعال الديكي من المحتمل أن تكون خطرة لكن يمكن عادة إزالتها (تفريجها) باستنشاق البخار.

ويحمل الانسداد الحنجري من بين جميع الأسباب الأخرى معدل وفيات عالية ويتطلب معالجة فورية، وقد تكون الإجراءات التالية ضرورية للقيام بها:

1. إزالة الانسداد بوسائل ميكانيكية:
إذا ما عُرف أن سبب الانسداد لدى لأطفال هو جسم أجنبي فيمكن طرده غالباً بقلب المريض رأساً على عقب وعصر (ضغط) الصدر بقوة، وهذا غير ممكن في البالغين لكن قد يكون الضغط المفاجئ القوي للجزء العلوي من البطن (مناورة Heimlich) فعّالاً، وفي الظروف الأخرى ينبغي استقصاء سبب الانسداد بواسطة تنظير الحنجرة المباشر والذي يمكن أن يسمح أيضاً بإزالة جسم أجنبي غير متوقع أو إدخال أنبوب لتجاوز الانسداد والمرور إلى الرغامى، وإذا ما أخفقت هذه الإجراءات في إزالة الانسداد الحنجري فيجب إجراء خزع الرغامى بدون تأخير، وباستثناء الحالات الإسعافية الملحة فإنه ينبغي إجراء عملية خزع الرغامى في غرفة العمليات من قبل الجراح.

2. معالجة السبب:
ينبغي إعطاء مضاد الذيفان في حالات الدفتريا (الخانوق)، وفي حال الأخماج الأخرى ينبغي إعطاء الصاد المناسب، ويمكن الوقاية من الانسداد الحنجري التام في الوذمة العرقية بالمعالجة بالأدرينالين (إيبينفرين) 0.5-1مغ (0.5-1مل من محلول 1000:1) عن طريق العضل، و Chlorphenamine maleateا 10-20 مغ بواسطة الحقن الوريدي البطيء، وهيدروكورتيزون الصوديوم سكسينات 200 مغ بالوريد.

طباعة

ارسال