التفاعلات الغذائية العكسية شائعة وتقسم إلى عدم تحمل غذائي وتحسس غذائي وإن الأول هو الأكثر شيوعاً.

I. عدم تحمل الطعام FOOD INTOLERANCE:
وهذه تتضمن تفاعلات عكسية للطعام غير متواسطة مناعياً وتنتج عن سلسلة واسعة من الآليات. إن تلوث الطعام والمواد الحافظة وعوز اللاكتاز، كل ذلك يمكن أن يكون متورطاً.

II. عدم تحمل اللاكتوز LACTOSE INTOLERANCE:
يحتوي الحليب البشري حوالي 200 ميلي مول/ ليتر من اللاكتوز والذي يهضم بشكل طبيعي إلى غلوكوز وغالاكتوز بواسطة أنزيم اللاكتاز الموجود في الحافة الفرجونية وذلك قبل أن يمتص. تنخفض فعالية لاكتاز الخلايا المعوية عند معظم الشعوب مع تقدم فترة الطفولة ويكون هناك عوز في الأنزيم عند 90% من البالغين الأفارقة والآسيويين وجنوب أمريكا ولكن فقط عند 5% من البالغين في شمال أوربا.

في حالات عوز اللاكتاز المحددة على أساس عرقي (بدئية) تكون شكلية (مورفولوجية) الصائم طبيعية. يحدث العوز الثانوي لأنزيم اللاكتاز كنتيجة للاضطرابات التي تؤذي مخاطية الصائم كما في الداء الزلاقي والتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي. يدخل اللاكتوز غير المحلمه الكولون حيث ينتج التخمير الجرثومي حموضاً دسمة طيارة قصيرة السلسلة والهيدروجين وثاني أوكسيد الكربون.

المظاهر السريرية:
يكون عوز اللاكتاز عند معظم الناس غير عرضي بشكل تام. على كل حال يشكو البعض من ألم قولنجي وانتفاخ بطني وزيادة الغازات وقرقرة أمعاء وإسهال بعد تناول الحليب أو مشتقاته. غالباً ما يكون الشك بمتلازمة الأمعاء الهيوجة ولكن يقترح التشخيص بالتحسن السريري عند استبعاد اللاكتوز. إن اختبار النفس لهيدروجين اللاكتوز مفيد كاستقصاءٍ غير غازٍ ومؤكد. يوصى باستبعاد اللاكتوز من القوت على الرغم من أن معظم هؤلاء المعانين يمكن أن يتحملوا كميات قليلة من الحليب دون أعراض. إن إضافة مستحضرات اللاكتاز التجارية إلى الحليب كان مفيداً في بعض الدراسات ولكنه مكلف.

III. الإسهال الناجم عن السكاكر الأخرى DIARRHOEA DUE TO OTHER SUGARS:
يمكن أن يحدث إسهال تناضحي بسبب السوربيتول وهو من مائيات الفحم غير الممتصة والتي تستخدم كمحليات صناعية. يمكن أيضاً للفركتوز أن يسبب إسهالاً إذا استهلك بكميات أكبر (مثال: عصير الفواكه) مما يمكن امتصاصه.

IV. التحسس الطعامي FOOD ALLERGY:
التحسسات للأطعمة هي اضطرابات متواسطة مناعياً ناجمة عن أضداد IgE وتفاعلات فرط الحساسية من النمط الأول. 20% من السكان يلاحظون على أنفسهم أنهم يعانون من تحسس للطعام ولكن فقط 1-2% من البالغين لديهم تحسسات حقيقية للطعام. الأغذية المتهمة الأكثر شيوعاً هي الفول السوداني والحليب والبيض والصويا والمحار.

تحدث التظاهرات السريرية فوراً عند التعرض وتتراوح من تظاهرات خفيفة إلى مهددة للحياة أو حتى التأق القاتل. في متلازمة التحسس الفموي يسبب التماس مع أنواع معينة من عصير الفواكة الطازجة حدوث شرى ووذمة عرقية في الشفاه والبلعوم الفموي. يملك الاعتلال المعدي المعوي التحسسي مظاهر مشابهة لالتهاب المعدة والأمعاء بالحمضات في حين أنَّ التأق المعدي المعوي يتألف من غثيان وإقياء وإسهال وأحياناً وهط قلبي وعائي وتنفسي.

سجلت كثيراً تفاعلات مميتة لكميات زهيدة من الفول السوداني. إن تشخيص التحسس الغذائي صعب الإثبات أو النفي. إن اختبارات الوخز الجلدية ومعايرة أضداد IgE النوعية للمستضد في المصل ذات قيمة تنبؤية محدودة. إن اختبارات التحدي الطعامي ثنائية التعمية المراقبة بالغفل هي المعيار الذهبي ولكنها مرهقة وغير متوفرة بسهولة. في العديد من الحالات يستخدم الشك السريري وتجارب حذف الأغذية.

إن علاج التحسس الطعامي المثبت يشمل تثقيف مفصل للمريض والحذف الصارم للمستضد المتهم وفي بعض الحالات إعطاء مضادات الهيستامين أو كروموغليكات الصوديوم. يجب أن يعالج التأق كحالة إسعافية بالإنعاش ودعم الطريق الهوائي وإعطاء أدرينالين وريدي (إبينفرين). إن المعلمين والمعتنين الآخرين بالأطفال المصابين يجب أن يدربوا على ذلك. يجب على المرضى أن يلبسوا سوار معلومات وأن يعلّموا على حمل واستخدام سيرنغ أدرينالين معبأ مسبقاً.

طباعة

ارسال