أفادت دراسة جديدة بأن دواءً رخيصاً يقاوم السبب الرئيسي للعمى أثبت فعالية مثل أغلى علاج معتمد، ويمكن أن يوفر على هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية نحو 136 مليون دولار سنوياً.
وقد أظهرت النتائج الأولية للتجربة أن دواء "لوسنتيس"، الذي يبلغ ثمن القارورة الواحدة منه نحو 1197 دولارا، ليس أفضل من العقار "أفاستين"، الذي ثمنه نحو 65 دولارا، في علاج ما يعرف بالتنكس البقعي الرطب المصاحب للشيخوخة.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى أن نحو 513 ألف شخص يعانون من هذه الحالة، ومع زيادة السكان من كبار السن من المتوقع أن يصل العدد إلى 679 ألف شخص بحلول عام 2020.
ومع زيادة أعباء التكاليف على هيئة الخدمات الصحية شرع الأطباء بالفعل في استخدام الدواء الأرخص. وهناك بعض صناديق الرعاية الأولية تقدم الآن هذا الخيار للمرضى.
لكن شركة نوفارتيس التي تسوق الدواء "لوسنتيس" في بريطانيا تقول إن استخدام الدواء البديل "أفاستين" -الذي طُور لعلاج السرطان- يقوّض سلامة المريض. وتعكف الشركة حاليا على اتخاذ إجراء قانوني ضد أربعة صناديق تابعة لهيئة الخدمات الصحية لاستخدامها الدواء الأرخص.
ومن المعلوم أن مرض التنكس البقعي الرطب المصاحب للشيخوخة هو حالة تتضمن نمواً شاذاً للأوعية الدموية في الأعين، وعادة ما يُعالج المرضى بحقنة شهرية طوال ما تبقى من عمرهم.
وقالت الصحيفة إن دواء لوسنتيس معتمد رسمياً للاستخدام في الأعين وموصى به من قبل المعهد الوطني للصحة والتفوق السريري (نايس) في إنجلترا وويلز.
وتمتلك شركة روش للأدوية حقوق دواء أفاستين لكنها لم تسع أبدا إلى اعتماده لهذا الاستخدام، حيث أن الأمر يتطلب المزيد من التجارب السريرية.
وقالت الأستاذة يوشا تشاكرافارثي -التي قادت الدراسة من جامعة كوين في بلفاست بإيرلندا الشمالية- إن كلا الدوائين لهما فعالية متساوية بوقف التدهور في الإبصار قياساً على مخطط معياري للعين. وأضافت "بغض النظر عن أي الدوائين تناوله المرضى فإن حالة الشخص العادي تحسنت بمقدار خط واحد".
ولأن كلا الدوائين يستهدفان الأوعية الدموية فقد درس الباحثون بصفة خاصة ما إذا كان هناك خطر متزايد من نوبة قلبية أو سكتة دماغية. وقالت الأستاذة يوشا إن كلا الدوائين مأمونان بصورة متساوية.
لكن شركة نوفارتيس قالت إن الباحثين الأميركيين يبدون مخاوف سلامة خطيرة بشأن استخدام أفاستين في علاج العيون، مشيرين على سبيل المثال إلى معدل أعلى من الاضطرابات المعدية والمعوية.
ومن جانبها رحبت جمعية المرض البقعي البريطانية بالنتائج معتبرة أن كلا الدوائين مفيدان. لكنها أضافت أن التجارب لا يمكن أن توفر معلومات سلامة نهائية وسيظل استخدام أفاستين مسألة اجتهاد للأطباء السريريين حيث قد يرضى البعض عن الدليل ولا يرضى البعض الآخر.
ديلي تلغراف ـ الجزيرة نت
طباعة
ارسال