أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى وُجود صِلةٍ بين الرِّضاعة الطبيعيَّة والتقليل من خطر إصابة النِّساء بشكلٍ عدواني من سرطان الثَّدي يُسمَّى سرطان الثَّدي ذا المُستقبِلات الإيجابيَّة لهرمون الإستروجين hormone-receptor-negative breast cancer.
قالَ الباحِثون إنَّ هذا النَّوعَ من السرطان يُشكِّلُ نسبة 20 في المائة من حالات سرطان الثَّدي في الوِلايات المُتَّحِدة، وهو أكثر شُيوعاً عند النِّساء دُون 50 عاماً من العُمر، والنِّساء ببشرةٍ سوداء والنِّساء اللواتي لديهنَّ طفرة في جينة BRCA1.
وجدَ الباحِثون أنَّ النِّساءَ، اللواتي استخدمنَ الرِّضاعة الطبيعيَّة، كُنَّ أقلُّ ميلاً بنسبة 20 في المائة للإصابة بسرطان الثَّدي ذي المُستقبِلات الإيجابيَّة لهرمون الإستروجين، بالمُقارنة مع اللواتي لم يستخدِمنَ الرِّضاعة الطبيعيَّة؛ ولكن كان هذا الأمرُ مُجرَّدَ ارتبِاط، ولم يُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ.
قالت مُساعِدةُ مُعدّ الدِّراسة الدكتورة ماريسا ويس، من مركز لانكيناو الطبِّي في وينيود/بنسلفانيا: "أعتقد أنَّ نتائجَ هذه الدراسة مهمَّة جداً، لأنَّها تُبيِّنُ المزيد من المنافِع الصحيَّة التي تترافق مع استِخدام الرِّضاعة الطبيعيَّة، فهي طريقةٌ سهلة المنال نسبيَّاً وذات تكلفة بسيطة وتُؤدِّي إلى وِقاية طبيعيَّة على المدى الطويل".
قالَ الباحِثون إنَّ النتائجَ تُظهِرُ الحاجةَ إلى المزيد من برامِج الصحَّة العامَّة التي تستهدِف شرائحَ واسعةً من النِّساء، وتُقدِّم لهم بشكلٍ مُباشر معلوماتٍ حول منافِع الرِّضاعة الطبيعيَّة، وحول التغلُّب على العقبات التي تعترَضهنَّ في سبيل تحقيقها، سواءٌ في المنزل أم في البيئة الاجتماعية ومكان العمل.
قالَ الدكتور باولو بوفيتا، من كليَّة إكاهن للطبّ في ماونت سيناي بنيويورك: "لا ريبَ في أنَّ النِّساءَ الحوامل والنِّساء في مُقتبَل العُمر لديهنَّ تقبُّلٌ كبير ودافِع قويّ تِجاه الخيارات الصحيَّة، ونحن نحتاج إلى تشجيع اللواتي لديهنَّ القُدرة على الرِّضاعة الطبيعيَّة، على القيام بهذا الأمر في سبيل صحَّة الثَّدي لديهنَّ، ناهيك عمَّا تُؤدِّي إليه الرِّضاعة الطبيعية من منافِع لصحَّة أطفالهنَّ".
"نحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث بهدف الحُصول على معلومات جديدة حول كيف تُقلِّلُ الرِّضاعةُ الطبيعيَّة من خطر سرطان الثَّدي ذي المُستقبِلات الإيجابيَّة لهرمون الإستروجين، وحول تأثيرها في الأنواع الأخرى من سرطان الثَّدي".
موسوعة الملك عبدالله للمحتوى الصحي
طباعة
ارسال