أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ أكثرَ من رُبع مساحة الجلد عند الإنسان في مُنتصف العُمر قد تكون بدأت فعلياً أولى خطواتها نحو الإصابة بالسرطان، بسبب التعرُّض الزائد لأشعَّة الشَّمس.
يتكوَّن ضوءُ الشَّمس من الأشعَّة فوق البنفسجيَّة، وتُعدُّ المُستوياتُ المُنخفِضة من التعرُّض إلى تلك الأشعَّة نافِعةً للصحَّة؛ فضوءُ الشَّمس يُساعِد البدن على إفراز فيتامين د.
ولكن، يُمكن أن يُؤدِّي التعرُّضُ الزائد لضوء الشَّمس إلى حدُوث طفرات في الحمض النووي الوراثي للخلايا. ومع مرور الوقت، تتراكم تلك الطفراتُ وتتحوَّل خلايا الجلد إلى خلايا مُصابة بالسرطان، الأمر الذي يُؤدِّي بدوره إمَّا إلى الإصابة بسرطان الجلد اللا ميلانينيّ non-melanoma، أو سرطان الجلد الميلانينيّ melanoma.
حلَّل الباحِثون عيِّناتٍ من الجلد أُخِذت من جُفون 4 أشخاص في عمر تراوَح بين 55 إلى 73 عاماً، لديهم تاريخ مُتفاوت من التعرُّض إلى الشمس، ولكن من دون تاريخ مرضي للسرطان، من أجل معرِفة ما هي الطفراتُ التي تشكَّلت في الحمض النووي الوراثيّ.
وجدَ الباحِثون أنَّ المئات من الخلايا الطبيعيَّة أظهرت طفراتٍ في الحمض النووي الوراثي، وهي طفراتٌ ترتبط بالسرطان وتُسمَّى نسائِلَ طافِرة mutant clones، في كل سنتمتر مُربَّع واحِد من الجلد؛ وكان هناك آلافٌ من طفرات الحمض النووي الوراثيّ في كل خليَّة.
يجب التنويهُ إلى أنَّ النتائجَ جاءت بعدَ تحليل عيِّنات من خلايا الجلد المأخُوذة من جفون 4 أشخاص فقط، وبذلك لا نعلم ما إذا كان الأمرُ نفسه سيحدُث في مناطق أخرى من الجلد، أو عند أشخاص آخرين، أو ما هي نسبة الخلايا المُتحوِّلة التي ستُصبِح خلايا سرطانيَّة في نهاية المطاف.
موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي
طباعة
ارسال