بحثاً عن بديل للعظام التالفة يقوم علماء ألمان بإجراء أبحاث لتطوير مواد جديدة تستخدم في تثبيت العظام في الكسور المفتوحة وتساعد على نموها، مايجنب المريض إجراء عملية جراحية ثانية لنزع المواد المثبتة للعظام.
يعد الهيكل العظمي من أكثر الهياكل استقرارا في جسم الإنسان، إذ أن بنيته الاسفنجية تجعله قادراً على تحمل الضغط كثيراً، حسبما يشرح طبيب الجراحة هيبرت بومبتزكي، ويضيف قائلا "معظم حالات كسر العظام تحصل لدى تعرضها لضربة شديدة أو لدى الإصابة بأمراض مثل الروماتيزم وهشاشة العظام".
يؤكد الدكتور عبد المعطي أنصاري أخصائي الجراجة العظمية في برلين أن معالجة كسور العظام تتعلق بنوعها، فمعالجة الكسر بواسطة جبيرة الجبس يكون صالحاً في حالات الكسور البسيطة والمغلقة، إذ يتكسر العظم مع بقائه في مكانه الصحيح دون أن يسبب جرحاً أو تلفاً للأنسجة.
• ضرورة التدخل الجراحي:
أما الكسور المفتوحة والمضاعفة فلا يمكن معالجتها بدون تدخل جراحي حسب الدكتور عبد المعطي الذي يستطرد قائلا "في الكسور المضاعفة أو المفتوحة يبرز العظم من الجلد وتتمزق الأنسجة المحيطة بالعظم ماقد يؤدي إلى حدوث التهاب أو نزيف".
تحتاج عظام الساق إلى حوالي 4 أشهر لتتعافى من الكسر. أما المسامير فتبقى مثبتة في العظام لمدة عام كامل، إلى أن تتمكن العظام الجديدة من القيام بوظيفتها حسبما يوضح الدكتور هيربرت بومبتزكي "لا نستخرج الشرائح المعدنية والمسامير لدى كبار السن، أما عند الشباب فلابد من إزالتها".
ويشرح الدكتو بيرنارد كادبيك أخصائي الجراحة العظمية في ميونخ سبب ضرورة إزالة هذه القطع المعدنية بقوله "تشكل تلك القطع الاصطناعية في الغالب عائقاً لنمو العظام الأصلية، لذا لابد من نزعها بعملية جراحية أخرى".
• الاسفنج المعدني لبناء عظام جديدة:
ويرى الدكتور بيرنارد أن تثبيت العظام باستخدام مواد قابلة للذوبان يجنب المريض عملية جراحية ثانية لإزالتها. وهو ما يأمله العلماء الألمان من خلال أبحاثهم. إذ يقوم فريق من العلماء في معهد "فراونهوفر" بمدينة دريسدن بإجراء تجارب على اسفنج معدني، ليكون بديلا اصطناعيا للعظام التالفة.
ومن المفترض أن تنمو خلايا العظام وتمتص هذه المادة ليذوب الحديد تماماً، حسبما يؤكد بيتر كودابيك أحد العلماء الباحثين في علم المواد في دريسدن "يتشابه هذا الاسفنج المعدني كثيرا مع خصائص العظام البشرية، من حيث التركيب والخلايا مفتوحة الجدران وآلية العمل، فهي مرنة جداً وتصلح كبديل للعظام".
بعد ستة أشهر من تركيبه يذوب الاسفنج المعدني في الجسم، وتحل المكونات الأصلية للعظام مكانه بشكل كامل، حسبما تشرح بيرته سيفرس المتخصصة في علم الأحياء في ميونخ "يتم التخلص من الحديد مثل أي مادة استقلابية أخرى في الجسم، ولا ترفع تلك القطعة الاصطناعية من نسب الحديد في الدم. كما أنها لا تسبب أي أضرار للجسم". وتتميز القطع الاصطناعية الجديدة بقابلية التعديل، إذ يمكن توسيعها أوتضييقها، وفقا لتركيبة العظم.
ويرى الدكتور عبد المعطي أن هذه الأبحاث الجديدة من شأنها تخفيف عبىء العمليات الجراحية لأولئك الذين يعانون من هشاشة في العظام. مؤكدا على أن التعرض الكافي لأشعة الشمس والتغذية الصحية كتناول الحليب ومشتقاته يقي العظام من الكسور.
دويتشه فيلله
طباعة
ارسال