يقول باحثون إن الجلوس لفترات طويلة يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وقد يؤدي إلى الوفاة.
ويقول علماء من جامعة ليستر ولوبورو إن الضرر يقع حتى مع ممارسة الأشخاص للرياضة.
وقامت الدراسة التي نشرت بمجلة ديابيتولوجيا العلمية بتحليل 18 دراسة موجودة بالفعل وتضم نحو 800 ألف شخص.
وتقول مؤسسة "ديابيتس يو كيه" بالمملكة المتحدة إن أي شخص يقضي الكثير من الوقت جالساً أو راقداً سوف "يستفيد بشكل واضح" من القيام بالمزيد من الحركة.
• نمط الحياة:
يقول الباحثون إن سلوكيات عدم الحركة في المجتمعات الحديثة، مثل الجلوس لمشاهدة التلفاز، والجلوس في السيارة، أو لاستخدام الكمبيوتر، أصبحت منتشرة بكثرة.
وقالت إيما ويلموت أستاذة أمراض السكر بجامعة ليستر إنه "من الواضح من خلال هذه الدراسة أن الأشخاص الذين قضوا أوقاتاً طويله جالسين، كانت لديهم أعلى درجات مخاطر الإصابة بأمراض السكري والقلب وحتى الوفاة، مقارنة بهؤلاء الذين كانوا يقضون اقل أوقات الجلوس".
وأضافت ويلموت: "إذا جلس عامل على مكتبه طوال اليوم ثم ذهب إلى صالة الجيم، بينما ذهب زميل له إلى البيت مباشرة لمشاهدة التلفاز، فإن الشخص الأول ستكون لديه نتائج صحية أفضل، لكن لا تزال هناك مخاطر صحية بسبب فترة الجلوس التي يقضيها هذان الشخصان".
وبالمقارنة، كما تقول ويلموت، فإن المخاطر التي يواجهها النادل في أحد المطاعم والذي يتحرك على قدميه طوال اليوم ستكون أقل بكثير.
وتضيف ويلموت: "يقنع الناس أنفسهم بأنهم يعيشون نمطاً صحياً للحياة بممارستهم للرياضة لمدة نصف ساعة يومياً، لكنهم في حاجة إلى التفكير بشأن باقي ساعات اليوم".
• تغير نمط الحياة:
وكانت أقوى أنواع العلاقة في هذا التحليل هي بين الجلوس لفترات طويلة ومرض السكري.
فهناك أدلة على أن عدم الحركة يؤثر سلبياً على مستويات الغلوكوز ويزيد من مقاومة الأنسولين، لكن العلماء لا يعرفون بعد كيفية حدوث ذلك.
وقالت ويلموت إن هذه الدراسة تقدم رسالة يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يواجهون مخاطر الإصابة بمرض السكري، مثل الأشخاص البدناء أو الذين ينحدرون من عرقيات جنوب آسيوية لأنه من السهل أن يتم تغيير نمط الحياة.
وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها أن نقلل من وقت جلوسنا مثل:
• أخذ فواصل للحركة أثناء فترات العمل الطويلة على أجهزة الكمبيوتر.
• وضع أجهزة اللابتوب على خزانة الملفات والعمل وقوفاً.
• يمكن أن نعقد اجتماعاتنا ونحن وقوف.
• يمكن أن نمشي أثناء فترات الراحة.
• يمكن تقليل أوقات مشاهدة التلفاز مساءً والبحث عن أنشطة بها حركة أكثر.
• المشي أو استخدام الدراجة بدلاً من ركوب السيارة عند زيارة الأماكن القريبة.
• في حال وجود جهاز مشي منزلي أو دراجة ثابتة يمكن التمرن عليهم أثناء مشاهدة التلفاز.
وقال ماثيو هوبس رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة "ديابيتس يو كيه" البريطانية المعنية بمرض السكري، إن هذا لا ينبغي أن يثبط عزيمة الناس عن ممارسة التدريبات الرياضية.
وقال هوبس: "الواضح هو أن أي شخص يقضي أوقاتاً كثيرة جالساً أو راقداً سوف يستفيد من خلال شغل هذه الأوقات بالوقوف أو المشي".
وأضاف: "بصرف النظر عن أي تأثير مباشر لتقليل حجم الوقت الذي تقضيه جالساً، فإن القيام بالمزيد من الأنشطة البدنية هو أمر عظيم للمساعدة في الحفاظ على وزن صحي، وهو الطريقة الأفضل لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري".
BBC
طباعة
ارسال