أثبتت دراسة حديثة أن مشاكل الذاكرة ومهارات التفكير، التي تُعرف بالتراجع المعرفي، تصيب الرجال أكثر من النساء قبل ظهور أعراض الزهايمر عليهم.
وفي هذه الدراسة قامت الباحثة روسبد روبرتز وزملاؤها بفحص حالة 1450 شخصاً ممن تتراوح أعمارهم بين 70 و89 عاماً ولم يكونوا يعانون من العته حتى أكتوبر عام 2004. وبعد ثلاث سنوات ونصف من بدء الدراسة أصيب 296 شخصاً بالخلل المعرفي المتوسط.
الرجال أكثر عرضة للإصابة:
وقد تبيّن أن حالات الخلل المعرفي كانت أعلى بين الرجال مقارنة بالنساء بنسبة تصل إلى 40%.
وترى روبرتز أن السر في هذا الاختلاف بين الجنسين ربما يرجع لتوقيت حدوث عوامل الخطورة الخاصة بمرض العته، "فأمراض مثل البدانة والسكري وضغط الدم المرتفع ربما تصيب الرجال في مراحل متقدمة مقارنة بالسيدات".
مستوى التعليم يلعب دوراً:
وقد ربطت الدراسة كذلك بين مستوى التعليم وزيادة المخاطر فوجدت أن عدم الوصول للتعليم الجامعي عند الذكور ارتبط بزيادة معدلات الإصابة بالتراجع المعرفي (والذي لا يتضمن فقد أو ضعف الذاكرة).
مخاطر أقل للمتزوجين:
كما تبين أن المتزوجين يواجهون مخاطر أقل للإصابة بهذا الخلل المعرفي بالمقارنة بالأرامل والمطلقين والعزاب.
وصرحت روبرتز بأن "شخصاً من بين كل 16 في هذه المجموعة العمرية يصابون بهذه الحالة في مرحلة ما من عمرهم وحيث أن هناك زيادة في متوسط أعمار الأشخاص فسوف يكون لهذا تأثير كبير على زيادة هذه المشاكل المرضية بين قاعدة عريضة من كبار السن في البلاد".
الخلل المعرفي المتوسط:
ووفقاً لجمعية الزهايمر فإن أي شخص يعاني من اضطراب عقلي لا بد أن يمر بمرحلة الخلل المعرفي المتوسط، التي تتميز بتراجع في الذاكرة والإدراك البصري والعقلي والتي يمكن قياسها وملاحظتها بواسطة الشخص نفسه أو الآخرين إلا أنها لا تكون حادة لدرجة تصل إلى تشخيص الحالة بالزهايمر أو العته, كما تقول جمعية الزهايمر.
مع ذلك فليس كل شخص يعاني من التراجع المعرفي المتوسط سيُصاب يوماً ما بالزهايمر.
وفي هذه الدراسة قام المشاركون بمقابلة الممرضات والأطباء وعمل اختبارات على فترات متقطعة تصل لـ15 شهراً لقياس الذاكرة والوظائف التنفيذية والمهارات البصرية وأعراض العته، بالإضافة للحالة العصبية والنفسية والعقلية للمشاركين.
وقد وجد الباحثون أن 88% من أفراد العينة الذين يعانون من تراجع معرفي متوسط إما أنهم يستمرون على نفس المستوى أو تتطور الحالة للإصابة بالعته، بينما يعاود الـ12% الآخرون حالتهم وقدراتهم الطبيعية، كما ثبت في اختبار لاحق.
وتعود الباحثة لتؤكد أن نسيان اسم أحد المعارف للحظة ما لا يعني أن الشخص يعاني من تراجع معرفي متوسط، لكن تكرار الأمر بشكل يؤثر في مجرى حياة الشخص هو ما يدعو للتنبه.
العربية.نت
طباعة
ارسال