لقد أظهرت الدراسات الوبائية لكل السكان أن توزع تركيز سكر الدم هو وحيد
الطراز Unimodal دون وجود فاصل واضح بين القيم الطبيعية والقيم غير
الطبيعية.
ومن ناحية أخرى يشكل فرط سكر الدم
عامل خطورة مستقل لتطور مرض الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، ولهذا فقد
تم اختيار المعايير التشخيصية للداء السكري على أساس تمييز الأشخاص الذين
لديهم درجة من فرط سكر الدم تترافق إن لم تعالج مع زيادة هامة في خطورة
تطور المرض الوعائي. ويفهم من هذه المعايير عدم وجود شيء يدعى داء سكري
(خفيف) لا يحتاج إلى معالجة فعالة.
ينتشر الداء السكري بشكل واسع في العالم، وإن حدوث كلٍٍّ من نمطي الداء
السكري الأول والثاني في ازدياد، ويقدر أن هناك 150 مليون شخص في العالم
مصاب بالداء السكري عام 2000 ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام
2010. تشمل هذه الجائحة العالمية بشكل رئيسي الداء السكري النمط 2 وتترافق
مع عوامل عديدة مشاركة تشمل زيادة التعمير Longevity (طول العمر) والسمنة
والقوت غير الملائم ونمط الحياة الخالية من النشاط وزيادة التمدن
Urbanisation.
من جهة أخرى يختلف انتشار نمطي الداء السكري حول العالم بشكل كبير ويرتبط
ذلك باختلاف العوامل البيئية والوراثية. لقد حدث ارتفاع واضح في انتشار
السكري عند السكان المهاجرين إلى البلدان الصناعية مثل المهاجرين الآسيويين
والأفارقة الكاريبيين إلى المملكة المتحدة. إن انتشار السكري المعروف في
بريطانيا حوالي 2-3%، وهناك العديد من حالات الداء السكري النمط 2 غير
مكتشفة.
تبلغ نسبة النمط الثاني إلى النمط الأول في أوروبا وأمريكا الشمالية حوالي
3:7. لقد تضاعف انتشار الداء السكري النمط 1 عند الأطفال في أوروبا
الشمالية في السنوات العشرين الماضية وكانت الزيادة بشكل خاص عند الأطفال
دون عمر 5 سنوات.
كذلك أصبح الداء السكري النمط 2 يحدث عند العديد من المجموعات السكانية في
عمر أبكر وأصبح يشاهد الآن عند الأطفال والمراهقين في بعض الجماعات الأثنية
Ethnic مثل الأمريكيين من أصل إفريقي والأمريكيين الناطقين بالإسبانية
Hispanic.
ديفيدسون Davidson's
طباعة
ارسال