رغم استخدام الكيتامين كمادة مخدرة في الطب البيطري إلا أن دراسات حديثة أثبتت دور الكيتامين الفعال في تخفيف أعراض الاكتئاب خلال بضع ساعات على عكس مضادات الاكتئاب التقليدية التي تحتاج إلى فترة أطول وتصل إلى عدة أشهر.

يعد الانطواء على الذات واليأس والشعور بالحزن من أعراض الإصابة بالاكتئاب، وبالرغم من لجوء البعض إلى العلاج النفسي واستخدام مضادات الاكتئاب إلا أن الأمر يكون غير مجدياً أحياناص، كحال الألماني فرتيز، إذ لم تنجح جميع وسائل العلاج الأخرى في شفائه، ما دفعه للتوجه إلى مشفى شارتيه في برلين ليخضع للعلاج باستخدام مادة الكيتامين.

على الرغم من أن الكيتامين مخدر يشيع استخدامه من قبل الأطباء البيطريين، لكن دراسات طبية حديثة أظهرت أن للكيتامين تأثير فعال مضاد للاكتئاب.

فوقفاً للبروفسور مالك بجبوج أخصائي الطب النفسي في مشفى شاريته في برلين فإن الكيتامين مادة مخدرة قديمة نسبياً يتم حقنها وريدياً بعد تميعها في محلول ملحي ولها تأثير على بعض الناقلات العصبية الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن التعلم والذاكرة، إذ يقوم الكيتامين بسدّ مرور الناقلات العصبية في نقاط الاشتباك العصبي، ما يؤدي إلى كبت النشاط الدماغي الذي يشكل بروتينات تُعرف بعوامل التغذية العصبية المستمدة من الدماغ.

ومن المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب تكون نسبة هذا العامل في دمهم أقل من الأشخاص الأصحاء. وهذا العامل يحفز نمو وتطور الخلايا العصبية.

ويشير البروفسور بجبوج إلى أن للكيتامين تأثير سريع للتخفيف من أعراض الاكتئاب، إذ أثبتت الدراسات أن الكيتامين قادر على تخفيف أعراض الاكتئاب خلال ساعات، بينما تحتاج العلاجات التقليدية إلى أسابيع أوعدة أشهر. ويرى الأطباء في العلاج بالكيتامين أملاً في مساعدة المرضى الذين يعانون من اضطراب اكتئابي مزمن، ومن ميول انتحارية.


طباعة ارسال