من حين لآخر يستيقظ مرضى أثناء خضوعهم لعملية جراحة، وهو ما يتسبب في أضرار نفسية لدى المريض بل ويهدد نجاح العملية، لذا بدأ فريق من الأطباء في مستشفى ألماني بتجريب طريقة جديدة لمراقبة نشاط المرضى أثناء العمليات الجراحية.
حيث جرب باحثون من مستشفى هاله الجامعي في ألمانيا فكرتهم على 23 مريضا حتى الآن، ونشروا نتائج الدراسة في مجلة "جورنال اوف نويروسيرجيكال أنيسيسيولوجي" المعنية بأبحاث التخدير ويعتزمون الآن بدء مشروع بحثي بهذا الشأن.
وأوضح الباحثون أن "الاستيقاظ المبكر من التخدير يسبب خوفاً قديما لدى الإنسان"، ولكنهم قالوا إن هذا الاستيقاظ نادر الحدوث جدا إذا نظر لجميع المرضى إجمالا، وإن النسبة الإحصائية له لا تتجاوز 1 إلى 1400 "ولكن هناك بعض المرضى ترتفع لديهم هذه النسبة إلى 1 من كل مائة مريض أثناء جراحات معينة".
• كشف عن طريق الصدفة:
يتم في الأحوال العادية توصيل أقطاب كهربية تشبه في دقتها الإبر الصينية في عضلات البلعوم والحنجرة لدى المرضى الذين تجرى لهم جراحات في قاعدة الجمجمة.
وقال الباحثون "نلاحظ دائما تزايداً لنشاط المرضى قبل عدة دقائق من استيقاظهم من التخدير بالشكل المخطط له".
هذا هو ما جعل الأطباء يطورون برامج حاسوبية يمكن بواسطتها مراقبة الجراحة بشكل لا يسمح بوقوع أي أخطاء "وتم خلال الاختبارات الأولى رصد أنشطة المرضى قبل نحو 12.3 دقيقة قبل الاستيقاظ المحتمل غير المرغوب به من قبل المرضى" وهذا الوقت يكفي الأطباء لاتخاذ إجراءات مضادة، حسبما أوضح الباحثون.
ومن المنتظر أن تبدأ الدراسة أواخر عام 2012 وأن يتم خلالها مراقبة 178 مريضا إجمالا بالطريقة الجديدة خلال جراحات مختلفة على مدى عامين.
وتبدو هذه الطريقة مناسبة في جميع الجراحات التي لا تتطلب إعطاء المرضى أدوية توقف نشاط الجهاز العضلي "فنحن نريد تطوير طريقة تكون بسيطة الاستخدام قدر الإمكان، ولابد أن يكون نظام المراقبة متينا وبسيطا قدر المستطاع" حسبما أوضح شتراوس.
لذلك فإن من بين خطوات الدراسة استخدام الأقطاب الكهربية في منطقة الوجه بدلا من البلعوم والحنجرة، وهذا ممكن وسهل في كل الجراحات من الناحية العملية، حسب شتراوس.
وسيتم تثبيت ما يصل إلى ست إبر في نقاط بعينها في منطقة الفم وثنايا الأنف وزوايا العين وتوصيلها بشاشة جهاز قياس الإشارات الكهربية للجسم "إلكتروميوجرافي".
دويتشه فيلله
طباعة
ارسال