A. مشاكل الحمل عند المصابات بالداء السكري Problems in Diabetic Pregnancy:
قد يسبب فرط سكر الدم في بداية الحمل تشوهات جنينية كما أنه يحرض زيادة
النمو الجسدي في مرحلة لاحقة من الحمل. يترافق الحمل عند النساء السكريات
مع زيادة معدل الوفيات حول الولادة (أي الإملاص ووفيات الولدان خلال
الأسبوع الأول من العمر)، وإن الأسباب الرئيسية لذلك هي الموت داخل الرحم
في الثلث الثالث من الحمل والخداج (الناجم عن الحدوث العالي للمخاض الباكر
العفوي والولادة الباكرة الانتقائية في محاولة لتجنب الموت داخل الرحم
لاحقاً) ونقص وزن الولادة والتشوهات الخلقية. كذلك تكون رضوض الولادة أكثر
شيوعاً بسبب زيادة حدوث ضخامة الحجم الشديدة عند الولدان.
تدبير الحمل عند النساء المصابات بداء سكري مثبت:
إن كلّ المشاكل المذكورة سابقاً على علاقة مباشرة مع سوء الضبط الاستقلابي
وتختفي بشكل كبير إذا تم المحافظة على مستوى سكر الدم قريباً من الطبيعي
قبل وأثناء الإخصاب وخلال الحمل والولادة. يظهر (الجدول 46) الأهداف
العلاجية وعناصر حمل المرأة السكرية الناجح.
الجدول 46:
تدبير الحمل عند النساء المصابات بداء سكري مثبت.
|
الاستشارة قبل
الحمل:
·
يجب
أن يتم التخطيط للحمل.
|
قبل وأثناء
الإخصاب وخلال الحمل:
·
إعطاء
حمض الفوليك.
·
المحافظة
على ضبط صارم لسكر الدم أي يكون HbA1c قريباً من المجال غير السكري باستخدام حقن الأنسولين 3-4 مرات يومياً.
·
لا
تكافح للوصول إلى سكر الدم السوي على حساب نقص سكر الدم، افحص غلوكوز الدم أثناء
الليل دورياً.
·
افحص
عينة من البول أثناء الليل بشكل منتظم بحثاً عن الكيتونات، وقم بزيادة المدخول
من الكربوهيدرات وجرعة الأنسولين للتخلص من البيلة الكيتونية.
|
B. السكري الحملي Gestational Diabetes:
يعرف السكري الحملي بأنه فرط سكر الدم الذي يتم تشخيصه لأول مرة أثناء
الحمل، وهو مشكلة شائعة. يحدث السكري الحملي عند النساء اللواتي لديهن
استعداد وراثي لحدوث الداء السكري وقد يكون على شكل النمط 1 أو النمط 2 من
الداء السكري.
قد لا يختفي فرط سكر الدم بعد الولادة، وهو لا يترافق فقط مع زيادة معدلات
الوفيات حول الولادة والمراضة الوليدية بل يترافق أيضاً مع الحدوث العالي
للداء السكري السريري لاحقاً بنمطيه الأول والثاني عند الأم (قد تصل النسبة
إلى 80% بعد 25 سنة من الولادة). إن جعل الاستقلاب سوياً سواء عن طريق
المعالجة بالوسائل القوتية فقط أو بشكل أشيع باستخدام معالجة إضافية على
شكل الأنسولين ينقص دون شك الخطر على الجنين لكن تأثيره على إنقاص خطر تطور
الداء السكري لاحقاً عند الأم أقل تأكيداً.
يمكن تحري السكري الحملي عن طريق قياس تركيز غلوكوز البلازما الوريدي
الحقيقي بعد ساعة من إعطاء 50 غراماً من الغلوكوز الفموي ويليه في الحالات
المشتبهة إجراء اختبار تحمل الغلوكوز الفموي بإعطاء 100 غ من الغلوكوز
فموياً وقياس سكر الدم كل ساعة على مدى 3 ساعات. وهذه الطريقة لها مصداقية
موثوقة لكنها معقدة.
وإن إجراء قياس مخبري دقيق لتركيز غلوكوز البلازما الوريدي القاعدي السائد
(أي على الريق أو بعد أكثر من 3 ساعات من الوجبة) يمكن أن يوصى به للأسباب
التالية:
ـ هو اختبار بسيط يجنب الحاجة لتحضيرات خاصة ويمكن أن يجرى بسهولة كجزء من
الرعاية الروتينية قبل الولادة ولهذا يشجع على إجرائه مرتين أو ثلاث مرات
أثناء الحمل عند كل النساء الحوامل.
ـ هو أكثر فيزيولوجية وارتباطاً مع المشكلة السريرية حيث أن تركيز غلوكوز
الدم السائد هو القياس الهام عند الأم بقدر ما هو هام عند الجنين أيضاً.
إن هذا القياس ينتقي النساء الحوامل اللواتي بحاجة للمعالجة. إن تراكيز
غلوكوز البلازما القاعدي التي تشير للحاجة للمعالجة مبينة في (الجدول 47).
الجدول 47: التحري عن السكري الحملي.
|
الحمل
|
تركيز غلوكوز
البلازما الوريدي القاعدي (الصيامي)
|
حتى 20 أسبوعاً
|
أكثر من 5.5
ملمول/ل. (99 مغ/ دل).
|
20-40 أسبوعاً
|
أكثر من 6.5
ملمول/ل. (117 مغ/دل).
|
لا يعتبر الخضاب الغلوكوزي موثوقاً كاختبار
للتحري عن السكري الحملي ولتقييم ضبط سكر الدم أثناء الحمل بسبب ما يلي:
ـ إنه غير حساس بشكل كبير.
ـ يتغير ببطء شديد.
ـ يتأثر بأشياء أخرى غير تبدلات تركيز غلوكوز الدم مثل تدفق كريات حمراء جديدة إلى الدوران.
ـ يعطي فكرة عامة عن تركيز غلوكوز
الدم الوسطي الإجمالي ولا يعطي أي معلومات عن تموجات مستوى غلوكوز الدم
ولهذا السبب قد يكون مضللاً.
وعلى الرغم من أن قياسات بروتينات
المصل الغلوكوزية (الفركتوزامين) قد تكون أكثر فائدة من الخضاب الغلوكوزي
أثناء الحمل (حيث أن معدل تقلبها يكون كل 2-4 أسابيع) فإنها وسيلة متممة
وليست بديلاً عن قياس تركيز غلوكوز الدم.
C. تدبير الداء السكري أثناء الولادة:
يتم بشكل تقليدي توليد النساء السكريات الحوامل بين الأسبوع 36 والأسبوع 38
من الحمل وذلك بسبب خطر الموت المفاجئ داخل الرحم في الثلث الثالث من
الحمل. ويسمح تحسن الضبط الاستقلابي في وقتنا الحاضر بإجراء ولادات متأخرة
بشكل أكبر ويتم معظمها حالياً بين الأسبوع 38 والأسبوع 39 من الحمل بعد
تحريض المخاض أو إجراء العملية القيصرية عند الضرورة كما أن عدداً متزايداً
من الحوامل يكملن الحمل حتى يلدن ولادة مهبلية عفوية في وقتها.
يجب في صباح يوم الولادة استبدال وجبة الإفطار الاعتيادية والأنسولين
بالتسريب الوريدي للدكستروز 10% مع إضافة 10 وحدات من الأنسولين قصير
التأثير (الذواب) لكل 500 مل ويعطى بمعدل 100 مل في الساعة. يجب مراقبة
تركيز غلوكوز الدم بفواصل 1-2 ساعة ويتم ضبط تركيز الأنسولين للمحافظة على
تركيز غلوكوز الدم ضمن المجال 5-6 ملمول/ل (90-108 مغ/دل) وهناك طريقة
بديلة أسهل وأفضل هي إعطاء الأنسولين بشكل منفصل عن تسريب الغلوكوز بواسطة
مضخة تسريب ذات معدل ثابت حيث يعطى الأنسولين بمعدل 1-2 وحدة في الساعة.
ومهما كانت الطريقة المستخدمة فيجب إيقاف إعطاء الأنسولين مباشرة عند
الولادة ويستأنف إعطاء الأنسولين تحت الجلد حسب الحاجة اعتماداً على
تقديرات غلوكوز الدم الشعري. قد لا نحتاج للأنسولين أو نحتاج لكمية قليلة
منه لمدة 12 ساعة بعد الولادة. وبعد ذلك يمكن المتابعة تدريجياً بجرعة
الأنسولين تحت الجلد التي كانت تستخدم قبل الحمل. تحتاج النساء السكريات
المرضعات إلى كربوهيدرات قوتية إضافية لتجنب نقص سكر الدم.
ديفيدسون Davidson's
طباعة
ارسال