قد تتراوح
شدة الزلة التنفسية القلبية المنشأ من إحساسٍ غير مريح بالتنفس إلى إحساس
مخيف بالجهاز من أجل أخذ النفس. ينشأ الإحساس بالزلة التنفسية في قشر
الدماغ ولا زالت المسالك العصبية المسؤولة عنه غير محددة بدقة، فهي تشمل
مسالك التنبيه التي تنشأ من مستقبلات في الرئتين والسبيل الهوائي العلوي
والعضلات التنفسية (انظر الجدول 8).
الجدول 8: بعض أسباب الزلة
التنفسية.
|
الجهاز
|
زلة تنفسية
حادة في حالة الراحة
|
زلة تنفسية
مزمنة جهدية
|
الجهاز القلبي الوعائي:
|
وذمة الرئة الحادة*.
|
قصور القلب الاحتقاني المزمن*.
|
|
|
إقفار العضلة القلبية.
|
الجهاز التنفسي:
|
الربو، الحاد، الشديد*.
السورة الحادة للداء الرئوي الساد المزمن*.
الريح الصدرية*.
ذات الرئة*.
الصمة الرئوية.
متلازمة العسرة التنفسية الحادة.
استنشاق الجسم الأجنبي (ولا سيما عند الأطفال).
الانخماص الفصي.
الوذمة الحنجرية (التأق مثلاً).
|
الداء الرئوي الساد المزمن.
الربو المزمن.
الانصمام الخثاري الرئوي المزمن.
الكارسينوما القصبية.
أمراض الرئة الخلالية مثل الساركوئيد والتهاب الأسناخ
المليف.
التهاب الأسناخ الأرجي الخارجي المنشأ، تغبر الرئة.
الداء السرطاني اللمفاوي (قد يسبب زلة تنفسية غير محتملة).
الانصباب الجنبي الغزير.
|
أجهزة أخرى:
|
الحماض الاستقلابي (الحماض الخلوني السكري، الحماض اللبني).
اليوريميا، فرط جرعة الساليسيلات، الانسمام بالإيتيلين
غليكول.
فرط التهوية الهيستريائي المنشأ.
|
فقر الدم الشديد.
البدانة.
|
ملاحظة: وضعت علامة نجمة (*) فوق الأسباب الشائعة.
|
يوجد ثلاثة أشكال للزلة التنفسية القلبية المنشأ
وهي وذمة الرئة الحادة وقصور القلب المزمن ومعادل الخناق (angina
equivalent).
I. وذمة الرئة الحادة ACUTE PULMONARY OEDEMA:
قد يتحرض قصورٌ حادٌ في القلب
الأيسر نتيجة حدثية كبيرة كاحتشاء العضلة القلبية أصابت قلباً سليماً
في السابق، أو نتيجة حدثية صغيرة
نسبياً كالرجفان الأذيني أصابت قلباً مريضاً. يسبب ارتفاعُ الضغط الانبساطي
الخاص بالبطين الأيسر ارتفاعاً في الضغط ضمن الأذينة اليسرى والأوردة
والأوعية الشعرية الرئوية.
عندما
يزيد الضغط السكوني ضمن الأوعية
الشعرية الرئوية عن الضغط الجرمي الخاص بالبلازما (20-30 ملمز)
تبدأ السوائل بالانتقال من هذه
الأوعية إلى الأسناخ، الأمر الذي يؤدي للتنبيه التنفسي عبر العصب المبهم
ومنعكس هيرينغ – بروير مما يؤدي بدوره لحدوث تنفسٍ سريع وسطحي. قد يسبب
احتقانُ المخاطية القصبية الوزيز
(الربو القلبي).
إن وذمة الرئة الحادة تجربة مروعة
للمريض الذي يصف غالباً إحساسه بالجهاد لأخذ النفس. يمكن لوضعية الوقوف أو
الجلوس منتصباً أن تؤمن بعض التخفيف من شدة الزلة التنفسية لأنها تنقص من
شدة احتقان قمتي الرئتين. قد يكون المريض عاجزاً عن الكلام وبشكل نموذجي
مصاباً بالعسرة ومتهيجاً ومزرقاً ومتعرقاً وشاحباً.
يكون التنفس سريعاً ويستخدم المريض
خلاله عضلاته التنفسية الإضافية ويترافق مع السعال والوزيز، قد يكون القشع
غزيراً ورغوياً وزهري اللون أو يحتوي على خيوط من الدم. عادة تسمع خراخر
فرقعية وغطيط شديدان
في الصدر وقد تترافق الحالة مع
علامات قصور القلب الأيمن.
II. قصور القلب المزمن CHRONIC HEART FAILURE:
يعد قصور القلب المزمن السبب القلبي الأشيع للزلة التنفسية المزمنة. قد
تظهر الأعراض في البداية عند بذل جهد متوسط الشدة مثل الصعود على هضبة
شاهقة وقد توصف عندها بصعوبة في أخذ النفس، ومع تطور القصور القلبي نلاحظ
أن الزلة قد تتحرض بأقل جهد يبذله المريض حتى أنه في آخر الأمر قد يصاب بها
عند سيره من غرفة لأخرى داخل البيت أو عند غسيل اليدين أو ارتداء الثياب
أو عند محاولة إجراء حديث مع الآخرين.
1. الزلة الاضطجاعية Orthopnoea :
يزيدُ الاستلقاء العود الوريدي إلى القلب، وقد يحرض ضيقاً تنفسياً (زلة اضطجاعية) عند المرضى المصابين بقصور القلب.
2. الزلة الانتيابية الليلية Paroxysmal nocturnal dyspnoea :
عند المرضى المصابين بقصور القلب الشديد تنزح السوائل من النسج الخلالية
المحيطية إلى الدوران خلال 1-2 ساعة من الاستلقاء في السرير. وقد تحدث وذمة
رئوية (زلة انتيابية ليلية) توقظ المريض من نومه وتضطره للجلوس منتصباً
(المجاهدة من أجل التنفس).
3. تنفس شاين – ستوكس Cheyne – Stokes respiration:
ينجم هذا التنفس ذي النمط الدوري عن نقص حساسية المركز التنفسي لغاز ثاني
أوكسيد الكربون وقد يحدث عند المريض المصاب بقصور البطين الأيسر. يتظاهر
هذا النموذج بتنفس متباطئ ينتهي بتوقف تنفسي كامل متبوعٍ بزيادة مترقية في
عدد مرات التنفس وبفرط التهوية. وقد يترافق مع إحساس بضيق النفس والهلع
خلال هذه الفترة الأخيرة (فترة فرط التهوية).
إن طول دورة تنفس شاين – ستوكس هو دلالة على زمن الدورة الدموية. قد يحدث
هذا النمط من التنفس عند المريض المصاب بالتصلب العصيدي الدماغي المنتشر أو
بالسكتة أو بأذية الرأس، وهو قد يتفاقم بالنوم وبتناول الباربيتورات
والمخدرات.
III. معادل الخناق ANGINA EQUIVALENT:
إن الإحساس بضيق النفس مظهر شائع للخناق الصدري. يصف المرضى أحياناً الثقلَ
الصدري على أنه ضيق نفس. على كل حال يمكن لنقص التروية القلبية أن يُحدِث
ضيقاً تنفسياً حقيقياً بتحريضه إضطراباً عابراً في وظيفة البطين الأيسر أو
قصوراً قلبياً. عندما يكون ضيق النفس المظهر المسيطر أو الوحيد للإقفار
القلبي تسمى الحالة عندئذٍ بمعادل الخناق (angina equivalent).
يمكن تأكيد التشخيص اعتماداً على سوابق الثقل الصدري والارتباط الوثيق بين
الجهد والأعراض وعلى اختبار الجهد الذي يظهر دلائل موضوعية على الإقفار
القلبي.
ديفيدسون Davidson's
طباعة
ارسال