أمراض القلب والأوعية الدموية في ارتفاع مهول، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق تحذيرات قوية من دون استثناء منطقة في العالم، فأمراض العصر بلغت الدول الفقيرة والغنية على حد سواء، ومن ثم وجبت الوقاية قبل العلاج.
"هل تعرفون مستوى ضغط الدم لديكم؟" هكذا وجهت مارغريت خان المسؤولة في منظمة الصحة العالمية سؤالها إلى مجموعة من الدبلوماسيين، اجتمعوا في مقر المنظمة. الجميع لاذ الصمت، فردت مارغريت بحزم: "ضغطي 120 على 80". نتيجة جيدة لسيدة في ربيعها الخامس والستين، فكّر البعض.
وتعمل المختصة على رأس حملة عالمية تهدف إلى تحفيز الناس على قياس ضغط دمهم والعمل على ضبطه. وهو إجراء بسيط يمكِّن من الحفاظ على حياة الملايين وخفض تكاليف طبية باهظة في عدد من الدول حول العالم. ويعد ارتفاع ضغط الدم من بين العوامل الرئيسية المتسببة في الوفاة مبكراً، كما أنه يؤدي إلى الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب.
وحسب منظمة الصحة العالمية، هناك 9.4 ملايين حالة وفاة ناجمة عن نوبة دماغية أو قلبية من جراء ارتفاع ضغط الدم، ما يشير على أن النوبتين معاً تحولتا إلى قاتل رئيسي في العالم.
• قس ضغط دمك:
ولا يعد مرض ارتفاع ضغط الدم حكماً مطلقاً بالموت، وإنما هو مرض يمكن معالجته في حال تم التعرف عليه بشكل مبكر. وفي الدول المتقدمة التي تتوفر فيها الرعاية الصحية ويقوم سكانها بزيارة الطبيب بشكل منتظم، يقيس الأطباء ضغط الدم لدى المرضى بشكل روتيني. وهذا ما يساهم في التعرف على المرض ومعالجته.
في المقابل، تتعذر تلك الفحوصات في الدول النامية وتبقى حكراً على من يستطيع تحمل الأعباء المادية. ولهذا السبب لا يتوجه المرضى إلى الأطباء، خاصة وكما تشير مارغريت خان: "لا تظهر أي عوارض تشير إلى ارتفاع ضغط الدم في مراحله المبكرة، حتى وإن أشار مؤشر القياس إلى درجات مرتفعة لا يشعر المريض بأي شيء قد ينبهه إلى مرضه".
• الأسباب:
وحسب الأرقام المسجلة يعاني نحو مليار شخص حول العالم من ضغط دم مرتفع، والرقم مرشح للارتفاع. وتحذر منظمة الصحة العالمية من تدهور صحي على مستوى العالم؛ محملة المسؤولية إلى القطاع الصناعي الذي يعتمد كميات كبيرة من الملح في صناعة الأطعمة الحديثة، ثم إلى الاستهلاك الهائل للسوائل الكحولية والسجائر، فضلاً عن قلة الحركة.
• الوقاية خير من العلاج:
تناول طعام غير مالح وغني بالخضروات والألياف والفواكه، والحركة الجسدية، أمور بسيطة لها مفعول سحري.. فهي تساعدنا على التحكم في ضغط الدم وضبطه.
وإذا كان ذلك غير كافياً، فبالإمكان تناول أدوية لا تكلف في الدول الفقيرة للشخص الواحد سوى دولاراً أمريكياً واحداً سنوياً. وقد يرتفع المبلغ في "الدول الأكثر نمواً من دولارين إلى ثلاثة".
وتبدو تلك التكاليف زهيدة، مقارنة بمصاريف الإجراءات الطبية المتخذة عند تدهور الحالة دون معالجة مبكرة كعملية زرع صمام القلب على سبيل المثال. ولهذا تطالب مارغريت خان بالعمل على حث الحكومات على تبني نظام الفحص المجاني لضغط الدم وتوعية المواطنين بأهمية الفحص.
دويتشه فيله
طباعة
ارسال