شكل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وحرمان سكانه من التنقل بسهولة حافزاً لكثير من الأطباء الفلسطينيين على تطوير قدراتهم ذاتيا، في مسعى لإنقاذ حياة مرضاهم واللحاق بركب التطور العالمي في مجال الطب.
ورغم قلة الإمكانات الطبية وصعوبة الحصول على تمويل لاستجلابها، نجح فريق طبي في قسم القسطرة القلبية بمستشفى غزة الأوروبي في إجراء عملية قلب نادرة بواسطة القسطرة هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي.
وتمكن الفريق برئاسة الاستشاري ورئيس مركز القسطرة القلبية الطبيب الشاب محمد حبيب (35 عاما) من إغلاق اتصال غير طبيعي بين الشريان التاجي الأيسر المحوري وشرايين القفص الصدري والشرايين التي تغذي الرئتين لمريض يبلغ من العمر 63 عاما يعاني من ضعف في عضلة القلب واحتقان للسوائل في الرئتين وضيق في التنفس لدى بذل أي مجهود.
وبحسب الاستشاري حبيب فإن هذا النوع من الحالات متعارف عليه طبياً باسم "الناسور"، وهو من الحالات المرضية النادرة التي تجرى عملياتها بواسطة جراحة القلب المفتوح.
وكانت أول عملية جراحية ناجحة لإغلاق ناسور الشريان التاجي أجريت عام 1947، وبعد ذلك التاريخ أصبحت جراحة القلب المفتوح هي العلاج الروتيني لعلاج هذه الحالات.
وبيّن الطبيب الشاب أن علاج ناسور الشريان التاجي عن طريق القسطرة يعتبر حديثا نسبياً، حيث جرى علاج أول حالة على مستوى العالم باستخدام الشبكات المغلفة لإغلاق الناسور في عام 2002، وتشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أنه لم يتم علاج سوى بضع عشرات من المرضى ممن يعانون من ناسور الشريان التاجي بهذه الطريقة على مستوى العالم.
تسرب الدماء:
وبحسب الطبيب الشاب فإن الناسور الذي تم اكتشافه كان يتسبب في انتقال جزء كبير من الدم عبر الشريان التاجي إلى شرايين القفص الصدري مباشرة دون أن تستفيد منه عضلة القلب.
وأضاف أن الطاقم الطبي نجح في إغلاق فوهة هذا الناسور من خلال زرع شبكات معدنية مغلقة من داخل الشريان الأيسر المحوري، وهو ما سمح بضخ الدم إلى عضلة القلب وتنشيطها.
وذكر الطبيب الفلسطيني أنه لم يكن بالإمكان ترك المريض لإجراء عملية قلب مفتوح لإغلاق الناسور، لأنها ستعرضه لخطر كبير نتيجة ضعف عضلة القلب ومعاناة المريض من احتقان دائم في الرئتين.
وأشار إلى أن إجراء هذا النوع من العمليات بالقسطرة يوفر الكثير من التكاليف والمواد الطبية ويجنب المرضى الكثير من المضاعفات ويقصر مدة مكوثهم في المستشفى التي لا تتجاوز 24 ساعة.
الجزيرة نت
طباعة
ارسال