هل اللغة مرتبطة بالحس الإدراكي بشكل مباشر؟ وهل يمكنها أن تساعدنا في الحفاظ على سرعة بديهتنا مع تقدمنا في العمر؟
يمكننا الآن أن نجيب عن هذه الأسئلة بـ"نعم"، إذ كشفت دراسة حديثة أجراها عدد من أخصائيي الأعصاب أن الأشخاص الذين يمكنهم التحدث بأكثر من لغة بطلاقة بمقدورهم المحافظة على حواسهم الإدراكية لدى تقدمهم بالعمر.
وأجرى الباحثون مسحاً على 110 أشخاص للتعرف على خلفياتهم اللغوية وكفاءتهم باستخدامها بالإضافة إلى مدى تكرار استعمالهم لها، وحددت تسمية للأشخاص الذين يتحدثون لغتين بطلاقة، بأنهم "ثنائيو اللغة طوال حياتهم"، وهم الأشخاص الذين يستخدمون لغتهم الأم بالإضافة إلى لغة أخرى على صعيد يومي منذ سن العاشرة.
وبشكلٍ عام أظهرت تجارب تناولت الممارسة البسيطة للذاكرة وجود اختلافات بسيطة بين كل من الأشخاص الذين يتحدثون بلغة واحدة وبين الآخرين الذين يتحدثون بلغتين، لكن الفروق الواضحة ظهرت لدى إجراء تصوير للنشاط الدماغي بالرنين المغناطيسي.
إذ أظهرت نتائج التصوير أن كبار السن المتحدثين بأكثر من لغة كانوا أسرع بقدرتهم في الانتقال بين حواسهم الإدراكية، من نظرائهم أصحاب اللغة الواحدة.
ولكن عند مقارنة النشاط الدماغي بين البالغين الأصغر سناً المتحدثين بلغة واحدة، والمتحدثين بأكثر من لغة، لم تكن هنالك فروق ملحوظة.
مما يستدل به على أن "كفاءة الجهاز العصبي مرتبطة بزيادة قدرة المتحدثين بأكثر من لغة على التغيير بين المهام مع تقدمهم بالعمر"، بحسب ما ذكرته الدراسة.
ولكن الدراسة أشارت إلى الصعوبات التي واجهتها بأن الكلفة الباهظة لدراسات الرنين المغناطيسي تحد من عدد الأشخاص الخاضعين للتجربة، وأنه يتوجب القيام بدراسات أوسع لإثبات صحة النتائج.
CNN
طباعة
ارسال